يستمر مسلسل التقارب بين المملكة المغربية وجمهورية كوبا منذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين شهر أبريل 2017، إذ أصبح البلدان ينفتحان تدريجيا على تطبيع العلقات الثنائية في مختلف المجالات، وضمنها السينما. فقد احتضنت مدينة الداخلة، يوم الثلاثاء 26 نونبر الماضي، ثلة من نجوم الفن السابع بكوبا، ضمن فعاليات الدورة الثامنية للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة، وهي الدورة التي كرمت كوبا كضيفة شرف لهذه السنة. وقال بيان للجنة المنظمة إن "تكريم واستضافة السينما الكوبية، التي تعد كواحدة من أعرق التجارب الثقافية والسينمائية في أمريكا اللاتينية، يندرج في إطار المبادرات الرامية إلى دعم العلاقات بين المغرب وكوبا، التي بدأت تشهد تطورا ملموسا على عدة مستويات." وتم تكريم أربعة سينمائيين كوبيين، خلال حفل الإفتتاح. ويتعلق الأمر بالمخرجة والممثلة ميرثا إبارا، والمخرج وكاتب السيناريو أرتورو إنفانتي، والمخرج سيباستيان ميلو، والمخرج وكاتب السيناريو إفر ميراندا بالاسيو. المخرجة والممثلة الكوبية، ميرثا إبارا قالت إن السينما هي بمثابة جسر حقيقي لدعم وتعزيز أسس التقارب والتبادل الثقافي بين كوبا والمغرب. وأوضحت إبارا، خلال ندوة صحفية عقدت قبيل حفل افتتاح المهرجان، أن حضور سينمائيين كوبيين لفعاليات مهرجان الداخلة من شأنه تعزيز مبادرات الانفتاح وتبادل الخبرات بين البلدين، بشكل يجعل من الفن السابع آلية للنهوض بالتعاون الثنائي. وأضافت أن احتفاء نسخة هذه السنة من المهرجان بالسينما الكوبية كضيف شرف، سيعمل على تعزيز الدبلوماسية الثقافية بين البلدين وربط التواصل وبناء جسور متينة من التعاون بين الفاعلين السينمائيين الكوبيين ونظرائهم المغاربة. سفير المغرب بهافانا، بوغالب العطار، أن مشاركة المخرجين سيباستيان كورديرو وميرثا إبارا، والسينمائيين أرتورو رامون وإيفيرا ميراندا في هذه التظاهرة السينمائية، المنظمة تحت الرعاية السامية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، "تدشن مرحلة جديدة في مسار تطوير العلاقات الثقافية بين المغرب وكوبا." وأضاف السفير المغربي أنه من بين الأنشطة المبرمجة، هناك أيضا " تنظيم أسبوع الفيلم المغربي في هافانا، في مارس المقبل، لتعزيز التقارب والتواصل بين السينمائيين المغاربة ونظرائهم الكوبيين." تقارب مستمر بعد قطيعة طويلة ويشكل استضافة كوبا كضيفة لمهرجان الداخلة الدولي للسينما استمرارية للدينامية الجديدة، التي أطلقتها الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى كوبا والتي توجت باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وهافانا في أبريل 2017، مما أنهى 37 سنة من القطيعة. وقطعت الرباط علاقاتها ل37 عامًا بعد اعتراف هافانا ب"جبهة البوليساريو" الانفصالية ودعمها لها، غير أن العلاقات استأنفت بين البلدين قبل سنتين، ليتم الاتفاق بين البلدين على تبادل السفراء. وفي أبريل من سنة 2017، اعلنت وزارة الخارجية المغربية والتعاون الدولي عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية كوبا, إذ تم التوقيع على بيان مشترك بين البعثات الدائمة للبلدين في الأممالمتحدة في نيويورك، يهم على الخصوص اعادة العلاقالت الديبوماسية على مستتوى السفراء. ويندرج هذا القرار في اطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية من أجل دبلوماسية استباقية ومنفتحة على شركاء ومجالات جغرافية جديدة. وفي نفس الشهر، عين جلالة الملك محمد السادس ، رسميا، بوغالب العطار كأول سفير للمغرب بجمهورية كوبا بعد قطيعة دبلوماسية مع البلد دامت لعقود. وجرى ذلك خلال حفل استقبال جلالة الملك للسفراء المغاربة الجديد، وتم بهذه المناسبة تسليمهم ظهائر تعيينهم. وفي شهر غشت من نفس السنة، استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، بالرباط، سفير جمهورية كوبا، إليو إدواردو رودريغيث بيردومو، الذي سلمه نسخة من أوراق اعتماده، كسفير مفوض فوق العادة لبلاده بالمغرب، مع الإقامة بباريس. وفي شهر أكتوبر الماضي، أعلن سفير كوبا غير المقيم بالرباط، إيليو رودريغيس بيردومو، قرب فتح سفارة لبلده بالمغرب، وتعيين سفير مقيم بالمملكة؛ وذلك خلال استقباله من طرف الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب بمقر مجلس النواب. وثمن السفير الكوبي التطور الملحوظ للتعاون بين البلدين منذ استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، وقال: "كل الشروط متوفرة للارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح سفارة لكوبا في الرباط خطوة مهمة في هذا الاتجاه"، ومنوها بروابط الصداقة والاحترام التي تجمع الشعبين الكوبي والمغربي. كما أكد المتحدث على المكانة المتميزة للمملكة المغربية على الصعيد الإقليمي والدولي، داعيا إلى اتخاذ مبادرات مشتركة للتعاون بين البلدين توجه إلى بلدان القارة الإفريقية على الخصوص. وأعرب الدبلوماسي الكوبي عن رغبة برلمان كوبا في توطيد التقارب والتعاون مع مجلس النواب، موجها في هذا السياق دعوة للحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، من أجل القيام بزيارة عمل إلى كوبا، ستشكل مناسبة لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية المغربية-الكوبية.