انطلقت، مساء الجمعة في أبيدجان، الدورة الثانية لمهرجان "إفريقيا للضحك"، بعرض كوميدي كان بمثابة طعم أول لمهرجان يروم توظيف الضحك أو الكوميديا، أحد مكونات الثقافة الإفريقية، جسرا للالتقاء بين الأمم ورافدا للاغتناء الثقافي. وبحسب البرمجة المعتمدة لهذا المهرجان المتجول، الأول من نوعه للفكاهة، والذي ينتظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وينعقد هذه السنة تحت شعار "يوحدنا الضحك"، سيتم تقديم ستة عروض ما بين 18 و31 يناير في أربعة بلدان هي على التوالي كوت ديفوار والمغرب ومالي والسنغال. وتميزت محطة أبيدجان، بتقديم ثلة من الفنانين المحليين لعروض كانت في مستوى وهج هذا المشروع الفني الذي يغتني بمساهمات فكاهيين، في مقدمتهم المغربي الإيفواري الطاهر لزرق، الملقب ب" والاس"، منظم المهرجان والفاعل فيه على أكثر من صعيد. فعلى مدى ثلاث ساعات متواصلة من المرح، على ركح قاعة كانت غاصة عن آخرها بالحضور في قصر الثقافة بأبيدجان، أرقى فضاءات الثقافة بالمدينة، تتابعت عروض فكاهية لكل من أداما داهيكو وديغبو كرافاط وساكو كمارا وباتسون وياس وسيدو أباتشا و"ولاس" أيضا ، تناولت جميعها مواقف تحكي بأسلوب كوميدي بعضا مما يكتظ به يومي الإنسان الإفريقي في عفويته وبساطته وهفواته ولحظات افتتانه وفرحته بالحياة .. في زمن للعرض شكل أيضا فرصة لاستعراض مواطن الالتقاء والاختلاف الثقافي بشعار واحد هو ركوب الترفيه من أجل تثمين والنهوض بالثقافة الإفريقية. وعبر هذا النسيج الثقافي المتنوع، استطاعت هذه العروض أن تعزف على وتر الشغف بالفن والثقافة لجمهور كان يتألف أساسا من إيفواريين وأعضاء الجاليتين المغربية واللبنانية المقيمتين في أبيدجان. وبعد أبيدجان، التي كانت المنطلق، من المقرر أن يحط مهرجان "إفريقيا للضحك" الرحال بالمغرب من خلال ثلاثة عروض في كل من مراكش (20 يناير) والرباط (21 يناير) والدار البيضاء (22 يناير)، على أن ينتقل بعد ذلك الى باماكو (29 يناير)، قبل أن يعرج على دكار في 31 يناير. ويؤكد المنظمون أنهم أعدوا، خلال هذه الدورة، برنامجا "استثنائيا"؛ يكون فيه لكل عرض أسلوبه الخاص في جذب الجمهور وبناء مشاهد فكاهية، يشارك في إبداعها أيضا كوميديون محليون. وبحسب الكوميدي الطاهر لزرق، أو "والاس" خلقت الدورة الأولى لمهرجان "إفريقيا للضحك"خلال محطاتها افتتانا خاصا لدى الجمهور بهذا الفن، ما دفع بالمنظمين الى "بذل مزيد من الجهود والابتكار بما يليق بالصورة المشرفة لهذه التظاهرة"، مذكرا بأن هذه الدورة تنقلت عبر أكثر من 3000 كيلومتر، واجتذبت 20 ألف متفرج وحققت ع روض ها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية المختلفة أكثر من 8 ملايين مشاهدة. تجدر الإشارة الى أن الطاهر لزرق أو "والاس"، الإسم الفني الذي يحمله على الركح، ازداد في المغرب وترعرع في كوت ديفوار، حيث أسس لعلامته الفنية، وكان أن قرر في 2017 تأسيس مهرجان "إفريقيا للضحك"، مهرجانا متجولا يروم إقامة "رابط بين شعوب القارة"، ليصبح في سن ال32 أحد الفكاهيين المعروفين باستلهام مواضيع عروضه مما لديه من رصيد يجمع بين الثقافتين المغربية والإيفوارية، و والأكثر متابعة من قبل الجمهور في أنحاء القارة.