اختتمت مساء السبت أشغال الدورة السابعة لمنتدى "حوارات أطلسية"، الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وهو المسمى الجديد ل "OCP policy centre"، أو مركز السياسات التابع للمكتب الشريف للفوسفاط. الدورة الحالية تماشت مع الإسم الجديد للمركز، يقول مصطفى الرزرازي باحث وخبير في مركز السياسات في تصريح لموقع القناة الثانية على هامش حفل الإختتام، "إذ ركزت على قضايا الجنوب." وأضاف الرزرازي أن النقاشات تمحورت على كيفية تحويل المعوقات التي تمنع إندماج منطقة حوض المتوسط إلى عوامل دفع من أجل إعادة هيكلة الحوار شمال جنوب والحوار بين الدول الأطلسي بشكل متوازن وإيجابي، بما يشمل النقاش الخاص بالولايات المتحدة." من جانبه، قال المدير العام لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي في تصريحه لموقع القناة الثانية إنه وبعد ستة سنوات، تمكن منتدى حوارات أطلسية أخيرا من تحقيق التوازن المفقود، إذ ركزت النقاشات حول الحوض الأطلسي وأصبح المنتدى منصة يستقبل فيها الجنوب دول الشمال، هنا بمراكش. التوازن تم تحقيقه أيضا على مستوى الأجيال، يقول كريم العيناوي، مشيرا إلى أن طبيعة المشاركين عرفت تنوعا من حيث ذوي الخبرة والقادة الصاعدين من الجيل الجديد. وكانت أشغال الدورة السابعة لمنتدى "حوارات أطلسية"، التي ينظمها مركز التفكير المغربي “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، قد انطلقت يوم الخميس الماضي بمراكش، بمشاركة 350 مشاركا، ضمنهم قادة ذوو نفوذ من القطاعين العام والخاص، من جميع أنحاء حوض الأطلسي، بهدف عقد مناقشات مفتوحة وغير رسمية حول القضايا عبر الاقليمية. ووفق المنظمين، فإن 25 في المائة من بين ضيوف هذا المؤتمر، من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و22 في المائة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و21 في المائة من أوروبا، و16 في المائة من أمريكا الشمالية، و11 في المائة من أمريكاالجنوبية. وتوزع ضيوف المؤتمر إلى دوائر القرار السياسي، وعالم الأعمال (15 في المائة)، والبحث (13 في المائة)، ومراكز التفكير (15 في المائة)، والقطاع العام (13 في المائة)، والمنظمات الدولية (11في المائة)، والمجتمع المدني (10 في المائة)، ووسائل الإعلام (9 في المائة). وحسب اللجنة المنظمة ، فإن المؤتمر أتاح للمشاركين الفرصة لتسليط الضوء على الرهانات الكبرى الجيو-سياسية والاقتصادية بالحوض الأطلسي، إذ عكس موضوع هذه الدورة توجهات هامة مثل صعود النزعات الشعبوية، والانتخابات الرئاسية الأخيرة في البرازيل، والسياسة الخارجية الأمريكية، بحيث أن هذه الأخيرة صارت تشكك في مستقبل معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومنظمة التجارة العالمية. وتناول المنتدى من جهة أخرى،يقول المنظمون، العديد من القضايا الرئيسية المطروحة مثل تناقض الوضع الديموغرافي بين الشمال والجنوب، والبعد الإنساني لأزمة الهجرة، وتعبئة الموارد من أجل مواجهة تغيرات المناخ، واحتمال حدوث أزمة مالية دولية جديدة. ومنذ إطلاقه في 2012، يسعى هذا المؤتمر إلى إخراج منطقة جنوب الأطلسي من عزلتها على مستوى النقاش الجيو- سياسي العالمي، بحيث يتقدم المؤتمر بمقترح متميز، وبدون عقد، لحوار على قدم المساواة، يعالج القضايا الحقيقية بصراحة في إطار نقاش ينبني على الحقائق. وفضلا عن جانب التشخيص، تهدف "حوارات أطلسية" إلى بلورة خطاب آخر وبوادر حلول، وذلك عبر مقارنة وجهات نظر مختلف المشاركين المتدخلين من الشمال ومن الجنوب. وتهدف هذه الحوارات المتجذرة في المغرب، البلد الذي يقع على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، إلى تطوير ثقافة التميز الإفريقي، وروح الانفتاح والتنوع الكبير.