رفض المغرب رسميا طلبات دول الاتحاد الأوروبي التي ترغب في إقامة مراكز لإيواء المهاجرين غير الشرعين بالمغرب، بهدف تخفيف الضغط على سواحلها، إثر ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين على الدول الأوروبية. رد المغرب جاء اليوم الخميس على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة في ندوة صحفية في الرباط عقب لقاءه مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الاسباني جوزيب بوريل. وقال وزير خارجية ناصر بوريطة ان الرباط "ترفض" فكرة اقامة مراكز استقبال بعيدا عن الاتحاد الاوروبي الذي يحاول الاستعانة بمصادر اخرى لادارة تدفق المهاجرين خارج حدوده. وأضاف بوريطة أن "المغرب يرفض وقد رفض دائما هذا النوع من الاساليب لادارة قضية تدفق الهجرة" منددا ب"حلول سهلة" و"آليات تاتي بنتائج عكسية". وكانت وثيقة جديدة مسربة قد كشفت أن دول الاتحاد الأوروبي تخطط لإنشاء مراكز لإيواء المهاجرين غير الشرعين ببعض دول شمال إفريقيا، ضمنها المغرب، وذلك من أجل تخفيف الضغط على سواحلها، إثر ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين على الدول الأوروبية. الوثيقة المسربة، التي أعدها مكتب رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، ونشرت مضامينها صحيفة الغارديان البريطانية، تؤكد تخطيط دول الاتحاد الأرووبي لإقامة "منصات إنزال" أي مراكز إيواء مؤقتة للمهاجرين خارج حدود الاتحاد الأوروبي. ووفق الصحيفة، فإنه سيتم طرح الوثيقة على قمة القادة الأوروبيين التي ستعقد في بروكسل يومي 28 و29 يونيو الجاري، خلال بحثهم أزمة سياسة الهجرة. وحسب المسودة ستخصص هذه المراكز لاستقبال المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، حيث ستقرر السلطات المختصة هناك من يحتاج إلى الحماية ومن ينبغي إعادته إلى بلده الأصلي. "مثل هذه المنصات ستوفر إجراءات سريعة للتمييز بين المهاجرين لأسباب اقتصادية وهؤلاء الذين يحتاجون الحماية الدولية، وتقليص الحافز للشروع في الرحلات المحفوفة بالمخاطر"،" تقول الوثيقة. اسبانيا، التي تشكل مثل ايطاليا واليونان البوابات الرئيسية للمهاجرين الى اوروبا، تدعو الى مزيد من التعاون مع المغرب بشأن الهجرة بعد توقيع اتفاقية بين الاتحاد الاوروبي والمغرب في دجنبر تنص على ميزانية قدرها 390 مليون درهم (35 مليون يورو) طوال اربع سنوات. وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الإسباني، خلال الندوة الصحفية، "إنني انظر الى الالتزامات الاوروبية تجاه المغرب باهتمام شديد"، مشيرا خصوصا الى تطوير اتفاقات حول صيد الاسماك والزراعة، وهي قضايا تعثرت في الاشهر الاخيرة بسب مسألة الصحراء. ومن المقرر عقد اجتماع الخميس في الرباط بين وزيري الداخلية الاسباني والمغربي حول قضايا الهجرة ومكافحة الارهاب.