أكد القادة الأفارقة والأوروبيين خلال لقائهم في أبيدجان للمرة الأولى منذ 3 سنوات بعقد قمة الاتحاد الأفريقي- الاتحاد الأوروبي الخامسة، على ضرورة تعزيز التعاون وتهدئة الخلافات التي تعقد العلاقات بين دول القارتين خدمة لمصالح الشعوب. فمن الجانب الأوروبي، أكد جون كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبي لم يأت إلى أبيدجان من أجل تلقين الدروس لأي شخص بل لانعاش الشراكة مع الأفارقة لتكون على قدم المساواة. وأضاف أن الاتحاد ملتزم بالاستمرار في دعم أفريقيا من خلال تعبئة المزيد من الموارد المالية التي ستتيح لدول القارة مواجهة الفقر والنزاعات وتمكين الأعداد المتزايدة من الشباب من سبل العيش الكريم داخل بلدانهم دون الحاجة للهجرة. أما دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، فرحب بتقوية التعاون السياسي بطريقة أكثر شمولية عوض تبادل الاتهامات التي تقف في وجه جهود إنقاذ حياة الآلاف من الأفارقة الذين يخاطرون بعبور المتوسط نحو أوروبا. وأوضح ذات المتحدث أن أكثر من 5 آلاف شخص غرقوا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وهو الأمر الذي وصفه ب "المرعب" و ب"غير المقبول" مشيرا أن قضية الهجرة مسؤولية مشتركة بين الطرفين. من جهته، قال موسى فقيه محمد، رئيس المفوضية الأفريقية، إن الشراكة بين الاتحادين يجب أن تتحرر من روح المانح والمستفيد لصالح روح التعاون المتبادل والمساواة والاحترام، مشيرا إلى أن حجم التحديات التي تواجهها القارتين تفرض على الطرفين دعم الشراكة وتبني خطة عمل جديدة تترجم الطموحات على أرض الواقع. وتابع أنه حان الوقت للمرور لمرحلة العمل والتنفيذ وعدم الاكتفاء بالكلام، مضيفا أن الشباب الأفريقي لم يعد يتحمل تواجد وفرة في الموارد إلى جانب الفقر المدقع، وهو الوضع الذي رمى بعشرات الآلاف منهم في طريق الموت والمهانة والعبودية. وأردف أن الشباب الذي يمثل 60 بالمئة من سكان أفريقيا يجب تدريسه وتدريبه وخلق فرص شغل له لكي لا يضطر للهجرة والمخاطرة بالسقوط فريسة لعصابات الاتجار بالبشر التي تقتات على معاناتهم ورغبتهم في حياة مستقرة.