خلف الاعتداء الجسدي الذي تعرض له أستاذ داخل القسم من طرف تلميذه بثانوية داود بورزازات، غضبا واستياءً عارما في الأوساط التعليمية، التي استنكرت مثل هذه السلوكات في المدرسة العمومية المغربية، الشيء الذي دفع بثلاث نقابات تعليمية، وهي الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، الجامعة الحرة للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم، إلى الاحتجاج والتنديد على الوضع وعزمها خوض إضراب وطني. النقابات الثلاث أصدرت بلاغا مشتركا، توصل موقع القناة الثانية بنسخة منه، أوضح أنه سيتم تنظيم وقفات احتجاجية بالمؤسسات التعليمية اليوم الثلاثاء، تزامنا مع فترة الاستراحة الصباحية والمسائية، ووقفات أخرى أمام المديريات الإقليمية بمختلف المدن يوم غد الأربعاء. وعبرت النقابات الثلاث في ذات البلاغ، عن "إدانتها لهذا السلوك الشنيع في حق الأستاذ المذكور، معلنة تضامنها معه، ودعمه في حال لجوئه إلى القضاء". Houcine Nabili ودعت النقابات، الوزارة الوصية إلى "إعادة النظر في بعض التشريعات ذات الصلة بالموضوع، مع الالتزام الصرام والحزم في التعامل مع الاعتداءات المتكررة ضد نساء ورجال التعليم". وشددت النقابات، على ضرورة "تجنب التصريحات والبلاغات المسيئة لسمعة الأستاذ والتي كان آخرها ما سمي بلائحة الغياب" يشير ذات المصدر. كما دعت النقابات المذكورة، في بلاغ آخر مرتبط بنفس الموضوع، كافة الشغيلة التعليمية إلى خوض إضراب وطني يومي الأربعاء والخميس المقبلين، مع الاستمرار في البرنامج النضالي السابق للوقفات داخل المؤسسات التعليمية وأمام المديريات الإقليمية والجهوية. يذكر أن شريط الفيديو، الذي تداول، ليلة السبت الأحد الماضيين، على مواقع التواصل الاجتماعي انتشر كالنار في الهشيم، حيث أثار صدمة في نفوس المتتبعين، الفيديو وثق مشاهد الاعتداء الجسدي الذي كان ضحيته أستاذ داخل القسم من طرف تلميذه بثانوية داود بورزازات. الأستاذ المذكور تعرض للضرب والعنف من طرف تلميذه الذي دخل في شجار ومشادات كلامية معه وسط صمت التلاميذ الآخرين. ويكشف الفيديو أيضا أن التلميذ لم يكتف بتوجيه السب والشتم والضرب للأستاذ، فقد زاد من تعنته للمرة الثانية وواصل اعتداءه الشنيع ليوجه للأستاذ عدة لكمات على مستوى الوجه حتى أسقطته أرضا لينهال عليه باللكم والرفس، غير أن محاولات بعض التلاميذ التدخل وإيقافه للعدول عن سلوكه باءت بالفشل بعد نال من أستاذه. هذه الواقعة، أججت غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين نددوا بهذا السلوك الذي يقع داخل أسوار المدرسة العمومية، مطالبين تدخل وزارة التربية الوطنية للتعليم، للكشف ملابسات الواقعة، واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة في حق التلميذ. وفور انتشار الفيديو، في اليوم الموالي أي الأحد الماضي، أوقفت قوات الأمن بورزازات، التلميذ المذكور البالغ من العمر 17 سنة، حيث ذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن الأبحاث الأولية أظهرت عدم تسجيل أية شكاية في الموضوع، سواء من قبل الضحية أو الإدارة التربوية، مشيرة إلى أن الأبحاث التي باشرتها مصالح الأمن بناء على المعطيات الواردة في شريط الفيديو، مكنت في ظرف وجيز من تحديد هوية المشتبه به، الذي تم توقيفه وإخضاعه لبحث قضائي بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة. وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات، أنه تم الاحتفاظ بالتلميذ القاصر المشتبه في تعريضه للأستاذ لاعتداء، لدى مصالح الشرطة القضائية لإجراء البحث معه، وأنه سيتم تقديمه أمام النيابة العامة المختصة لاتخاذ المتعين قانونا في حقه فور انتهاء البحث.