أسفر اللقاء الذي جمع وفد الحكومة الروسية برئاسة الوزير الأول ديميتري ميدفيديف، مع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، صباح اليوم الأربعاء، بمقر وزارة الخارجية بالرباط، عن توقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والفلاحة والمبادلات التجارية والتنسيق العسكري والأمني. وتوج هذ اللقاء الذي يندرج في إطار الزيارة الرسمية الأولى من نوعها للوزير الأول الروسي إلى المغرب بتوقيع 11 اتفاقية في ميادين عدة، وهي الاتفاقيات التي تنضاف لحزمة اتفاقيات أخرى كان قد وقعها البلدان خلال الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس على رأس وفد مهم إلى روسيا شهر مارس من السنة الماضية. وقال سعد الدين العثماني، خلال ندوة صحفية عقب انتهاء مراسيم توقيع الاتفاقيات، إن زيارة رئيس الحكومة الروسي إلى المغرب لحظة تاريخية في مسار تطوير العلاقات بين المغرب وروسيا، مضيفا أن الاتفاقيات الجديدة ستوفر أرضية قانونية قوية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة في الميادين ذات الأولوية كالطاقة والصناعة والفلاحة. وأضاف العثماني أنه أكد لنظيره الروسي مدى التزام المملكة على تطوير العلاقات بين البلدين وبأن المغرب دائم الانفتاح على كافة المحاور الدولية التي يتوخى أن يؤسس معها علاقات متوازنة، مؤكدا أن روسيا تبقى شريكا مهما للمغرب. وتابع رئيس الحكومة أن الطرفان ناقشا مجالات التعاون التقليدية وهي الطاقة والصناعة والفلاحة، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تقوية المبادلات التجارية، خصوصا وأن روسيا تعد من أكبر المستوردين للمنتوجات الفلاحية المغربية، كما أن المغرب يستورد الحبوب والطاقة من روسيا، إلى جانب السياحة، حيث أن المغرب يخطط للحصول على حصة أكبر في السوق الروسي. من جانبه، أشاد ميدفيديف بعمق العلاقات المغربية الروسية التي قال إنها تعود للقرن الثامن عشر قبل أن تتعزز في بدايات القرن 19 عن طريق تبادل السفراء بين البلدين، مضيفا أن الاتحاد السوفياتي يعد أول دولة اعترفت باستقلال المغرب. وأشار المسؤول الروسي إلى أن المغرب يعد شريكا يحظى بالثقة من لدن روسيا، مردفا أن الاتفاقيات الجديدة التي تم توقيعها صباح اليوم من المنتظر أن تعطي زخما إضافيا للشراكة الاستراتيجية التي أطلقها قائدي البلدين. وأضاف ذات المتحدث أنه ناقش مع نظرائه من الحكومة المغربية مشاريع جديدة تهدف إلى تعزيز الشراكة في القطاع الطاقي وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين من كلا البلديين من أجل زيادة نسبة المبادلات التجارية. وتابع أن روسيا مستعدة لنقل تعاونها مع المغرب في المجال الطاقي إلى مستوى أكبر، عن طريق الاستمرار في إمداد الاقتصاد المغربي باحتياجاته من الغاز الطبيعي بالإضافة إلى تعزيز التعاون فيما يخص الطاقة النووية. كما أكد اهتمام روسيا بمشاريع الطاقة النظيفة التي دشنها المغرب، مشيرا إلى أن البلد المترامي الأطراف أصبح يوظف الطاقة المتجددة بشكل أكبر في الدورة الاقتصادية، حيث أكد على رغبة بلاده في الاستفادة من الخبرة المغربية في المجال. ورحب الطرفان بالفرص التي تتمخض عن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتي تتيح لكل طرف اكتشاف فضاءات اقتصادية أرحب سواء في إفريقيا بالنسبة لروسيا أو منطقة شمال آسيا بالنسبة للمغرب. وهنا أشار العثماني إلى أن روسيا مهتمة بالتجربة المغربية في إفريقيا، حيث عبرت عن رغبتها في الاستفادة من الحضور المغربي في القارة السمراء من أجل تعزيز شراكاتها الاقتصادية والتجارية، مضيفا أن روسيا ستتيح للمغرب موطأ قدم في الاتحاد الاقتصادي الأورو آسيوي الذي يضم 5 دول وهي روسيا، روسياالبيضاء، كازاخستان، قيرغيزستان وطاجيكستان. وأوضح العثماني أن مجالات التعاون ستمتد لتشمل التعاون العسكري والأمني، حيث أشار إلى أنه، وبتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم فتح المجال للتعاون مع روسيا فيما يخص الجوانب العسكرية والأمنية.