بالتزامن مع ذهاب فرنسيي المتروبول، أمس الأحد، إلى مراكز التصويت من أجل اختيار رئيس جديد للجمهورية الخامسة، توجه أفراد الجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب بدورهم للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التي تصدرها المرشح الشاب إيمانويل ماكرون بعد حصوله على 23.7 بالمئة من الأصوات، مقابل 21.7 بالمئة لمرشحة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبين. وحسب أرقام سفارة فرنسا بالمغرب، فقد بلغت نسب مشاركة فرنسيي المغرب في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها 11 مرشحا 53 بالمئة مقارنة ب80 المئة المسجلة في فرنسا، حيث ذهب إلى صناديق الاقتراع 18.232 فرنسيا من مجموع 34.400 مسجلين في اللوائح الانتخابية، بمعدل عزوف بلغ 47 بالمئة وهو ضعف نسبة العزوف التي تم تسجيلها بفرنسا والتي لم تتجاوز 20 بالمئة. وتم تخصيص 28 مكتبا للتصويت تابعين لست قنصليات عامة بمدن الرباط، الدارالبيضاء، أكادير، مراكش، طنجة وأخرى تجمع مدن فاس ومكناس ووجدة. ولم تختلف نتائج التصويت لدى فرنسيي ما وراء البحار عن نظرائهم في البر الرئيسي، حيث صوت الفرنسيون المقيمون بالمغرب لماكرون الذي يعد أصغر الطامحين في الرئاسة الفرنسية، والذي بات يشكل ظاهرة سياسية حقيقية في فرنسا بعد أن نجحت حركة "إلى الأمام" التي أسسها قبل عام بمعية عدد من مناصريه الشباب من نيل ثقة الفرنسيين، خصوصا المتشبثين بأوروبا في زمن البركسيت. وحصل ماكرون على 31.6 بالمئة من أصوات الجالية الفرنسية بالمغرب، في حين حل ثانيا فرانسوا فيون، رئيس الوزراء الأسبق، الذي حصل على 28.9 بالمئة من الأصوات المعبر عنها بالمغرب، مقابل 19.9 بالمئة في فرنسا. وحل ثالثا حسب أرقام السفارة الفرنسية، مرشح جبهة اليسار الفرنسية، جون لوك ميلونشون، الذي حل في المرتبة الرابعة في فرنسا ب 19.6 بالمئة، مقابل 25.8 بالمئة في المغرب. و لم تستطع المرشحة اليمينية مارين لوبين التي مرت للدور الثاني من الانتخابات التي ستواجه خلالها ماكرون من إقناع فرنسيي المغرب كما أقنعت باقي الفرنسيين بجدوى برنامجها الانتخابي، حيث جاءت في المرتبة الخامسة بنسبة أصوات بلغت 4.1 بالمئة، في حين حصدت في فرنسا 21.4 بالمئة من الأصوات. وحسب راديو فرانس انترناسيونال، فإن فرنسيي المغرب ليسوا الوحيدين الذين صوتوا لصالح ماكرون في افريقيا، بل تصدر وزير الاقتصاد السابق نتائج الانتخابات التمهيدية في بلدان افريقية كالجزائر ورواندا وافريقيا الوسطى ومدغشقر وغينيا. وأشار الموقع إلى أن الفرنسيين المقيمين بإفريقيا صوتوا بكثرة لصالح ماكرون رغم نسب العزوف التي تم تسجيلها مقارنة مع الإقبال العام في فرنسا، في حين صوتت نسبة منهم لصالح برنامج ميلونشون، أما فيون، المثقل بالفضائح، فحل ثانيا في كل من مدغشقر وجمهورية افريقيا الوسطى وغينيا والبنين. ولم تحصل المرشحة ناتالي أرتو التي حلت في المرتبة ما قبل الأخيرة بعد حساب إجمالي الأصوات سوى على صوت واحد في افريقيا الوسطى، في حين لم يحصل المرشحان نيكولا دوبون اينان وفيليب بوتو على أي أصوات في كيغالي الرواندية من مجموع 130 فرنسيا قاموا بالتصويت.