اعتبر الطيب حمضي. طبيب وباحث في السياسة والنظم الصحية، بأن هناك مستجدات إيجابية، ترتبط بانتشار متحور أوميكرون في العامل وتتعلّق بمعدلات استشفاء وتقلص مدة موجة أوميكرون في جنوب أفريقيا مقارنة بالمتحورات الاخرى، غير أنه شدد على ضرورة الحذر والالتزام بالتدابير الوقائية في مواجهة الوباء والإقبال على التلقيح لخفض احتمال ظهور طفرات جديدة. وللحديث عن تطورات هذا المتحور عالمياً ومستجداته وأيضا الوضعية الوبائية بالمغرب، يحاور موقع القناة الثانية، الطيب حمضي، ضمن فقرة ثلاثة أسئلة،: هل تعكس هذه الأخبار المستجدة أن أوميكرون أقل خطورة من المتحورات السابقة؟ على الرغم من أن متحور "أوميكرون" أقل شراسة مقارنة مع سابقيه إلا أنه أسرع انتشارا ب100 أو 300 في المائة أو أكثر، إضافة لكونه أقل تجاوبا مع اللقاحات، يالتالي يجب وضع كل هذه البيانات في إطارها الصحيح والتعامل معها بحذر. إذ لا يمكن استنتاج ما إذا كان هذه الشراسة المفترض انها منخفضة ترجع إلى الخصائص البيولوجية والجينية للمتحور نفسه، أم الى كون أوميكرون انتشر وسط ساكنة تم تحصينها سواء باللقاحات أو عن طريق الاصابات السابقة بالعدوى؟ في جنوب أفريقيا، تشير التقديرات إلى أن عدد السكان الدين اصيبوا سابق بكوفيد 19 يتراوح بين 60 و70 في المائة. من الساكنة العامة. مناعة العدوى السابقة لا تحمي كثيرا من الاصابة بأوميكرون ولكنها تحمي من الأشكال الشديدة ولو جزئيا. في انتظار بيانات أخرى، يستحيل التنبؤ بدرجة شراسة وتهديد للنظم الصحية بعد انتشار المتحور بين غير الملقحين تماما أو غير الملقحين بالكامل والذين لم يصابوا قط بكوفيد 19. ماذا بخصوص قصر موجة أوميكرون المفترضة؟ حسب الدراسات المؤكدة إلى حدود اليوم لا نعرف ما هو الدور الذي تلعبه عوامل خارجية خاصة كموسم الصيف الذي تشهده جنوب أفريقيا الآن بشأن تلطيف الموجة على عكس البلدان التي تشهد موسم الشتاء وتركز الحياة الاجتماعية داخل الامكان المغلقة أكثر منها في الفضاءات المفتوحة. بالتالي تبقى هذه دراسات أولية، صغيرة الحجم وفي ظل ظروف وبائية خاصة يصعب تعميمها هكذا على مجتمعات أخرى في انتظار معطيات أكثر صلابة وقوة. أمام هذه الوضعية واستمرار ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع الفيروس؟ تظل اليقظة والاحترام التام للإجراءات الحاجزية الفردية والجماعية، وتسريع التلقيح وأخد الجرعة الثالثة، الوسيلة الفعالة الوحيدة لحماية أنفسنا والآخرين ووضع نهاية للجائحة والعودة للحياة الطبيعية، وخفض احتمال ظهور طفرات جديدة، وخصوصا في مواجهة متحور سريع الانتشار كأوميكرون في جميع أنحاء العالم.