اعتبر فاعلون في الشأن الثقافي والفني أن قرار منع جميع المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية بسبب المتحور الجديد من فيروس كورونا "أوميكرون"، هي ضربة موجعة للقطاع الذي سبق أن عرف توقفا لمدة سنتين. وفي هذا السياق، اعتبر الممثل والمخرج ورئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية ورئيس الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، مسعود بوحسين، أن قرار منع جميع المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، هو "إجراء تنقصه الدقة والتدرج"، مضيفا أنه "عمّم جميع التظاهرات ولم يأخذ بعين الاعتبار وضعية أو التزامات العاملين في القطاع خاصة بعد جمود عرفه القطاع منذ حوالي سنتين". وأضاف بوحسين، في تصريح لموقع القناة الثانية، "أنه يمكن تفهم هذا القرار بالنسبة للتظاهرات التي تجمع عدد كبير من الجمهور، لكن هناك بعض الأنشطة الثقافية والفنية التي ليس لها جمهور واسع؛ وهناك إمكانية اللجوء إلى تحديد الطاقة الاستيعابية مثلا داخل القاعات السينمائية والمسارح". وزاد رئيس الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، مشددا على أن "هذا القرار جاء مُعمما على القطاع الثقافي والفني وكأن جميع الأنشطة التي تنظم تتضمن فقط المهرجانات الكبرى"، ثم واصل قائلا: "سوق أسبوعي أو مركز تجاري أكثر خطورة من انتشار العدوى مقارنة مع عرض مسرحي داخل القاعة والذي يمكن تحديد عدد جمهوره وفرض التباعد الجسدي". ودعا بوحسين، الحكومة إلى "مراعاة الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للفاعلين في الشأن الثقافي والفني بأن يستمروا في الاشتغال مع احترام الشروط الاحترازية في تنظيم هذه المناسبات الفنية". من جانبه، اقترح إبراهيم المنزد، المدير المؤسس لمهرجان "فيزا فورميوزك" والباحث والمؤلف في المجال الثقافي، أن "يتم السماح للأشخاص الذين يتوفرون على جواز التلقيح بالولوج إلى القاعات السينمائية والعروض المسرحية بدل التوقيف النهائي لجميع هذه الأنشطة". وأبرز المزند، في تصريح هاتفي لموقع القناة الثانية، أن "الإجراءات الاحترازية مسألة ضرورية وجب احترامها في ظل هذا الوضع الوبائي؛ لكن ذلك لا يمنع من استمرار الأنشطة الثقافية والفنية بشرط الالتزام بالتدابير الصحية واحترام الطاقة الاستيعابية للفضاءات التي تحتضن العروض الفنية". وبعيدا عن قرار السلطات الصحية، انتقد بوحسين، ما أسماه ب "غياب خطة استعجالية بديلة لدى الوزارة الوصية للتخفيف الأزمة الحالية على الفاعلين في القطاع"، موضحا: "عوض انتظار انتهاء الجائحة يجب العمل على وضع خطة بشأن كيفية عمل القطاع والعاملين به". بينما يرى المزند، أن "هناك رغبة كبيرة عند الحكومة الجديدة من أجل إعطاء الورش الثقافي دينامية ونفس جديد ونحن نستشعر هذه المسألة"، مضيفا أن "الوزير الثقافة كان قد استقبل عددا من الفاعلين الثقافيين بهدف الاطلاع على وضعيتهم وعلى القطاع ككل".