أعلن عدد متزايد من الدول الجمعة عن رصد حالات عدوى محلية بالمتحورة أوميكرون لفيروس كورونا التي قالت منظمة الصحة العالمية إنها لم تتلق "أي معلومات" بخصوص وفيات محتملة جراءها. أكدت الولاياتالمتحدة تسجيل خمس إصابات بالمتحورة أوميكرون الخميس في ولاية نيويورك، وواحدة في كاليفورنيا، وواحدة في مينيسوتا وأخرى في هاواي، ليرتفع الإجمالي إلى عشر إصابات مؤكدة في البلاد. ولم يسافر اثنان من المصابين إلى الخارج، ما يدل على أن المتحورة بصدد التفشي داخل الولاياتالمتحدة. من جهتها، أعلنت أستراليا الجمعة تسجيل ثلاث إصابات أولى بالمتحورة أوميكرون في سيدني، رغم الحظر المفروض على دخول الأجانب والقيود المفروضة على الرحلات الجوية من إفريقيا الجنوبية. ورصدت إسبانيا أيضا أول إصابة محلية بالمتحورة لدى رجل يبلغ 62 عاما لم يغادر البلاد. وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف الجمعة "لم أطلع على أي معلومات تفيد بحدوث وفيات مرتبطة بأوميكرون". وأضاف أنه مع لجوء مزيد من الدول إلى إجراء فحوص لرصد المتحورة الجديدة "سيكون لدينا مزيد من الإصابات، ومزيد من المعلومات، رغم أنني آمل ألا يكون هناك وفيات". تعتبر منظمة الصحة العالمية أن هناك احتماا "مرتفعا" لأن "تنتشر أوميكرون عالميا"، وإن كانت تجهل حتى الآن العديد من الأمور حولها مثل شدة عدواها وفعالية اللقاحات الموجودة ضدها وشدة الأعراض التي تسببها. من جهته، قد ر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها ومقره ستوكهولم الخميس أن أوميكرون "يمكن أن تتسبب في أكثر من نصف الإصابات الناجمة عن فيروس سارس-كوف-2 في الاتحاد الأوروبي في غضون الأشهر القليلة المقبلة". وأظهرت دراسة أجراها علماء في جنوب إفريقيا أن خطر تكرر الإصابة بكوفيد-19 أعلى بثلاث مرات مع المتحورة أوميكرون مقارنة بالمتحورتين بيتا ودلتا. في جنوب إفريقيا حيث تم الإعلان عن رصد أوميكرون لأول مرة الأسبوع الماضي، تحدثت السلطات عن تفش "مطرد" للفيروس. فقد صارت المتحورة الجديدة هي السائدة فيما أبلغت السلطات الصحية عن ارتفاع الإصابات لدى الأطفال، دون أن تتمكن من التأكد في الوقت الحالي ما إذا كان ذلك مرتبطا بأوميكرون. لم يسبق أن سببت متحورة لكوفيد مثل هذا الذعر منذ ظهور دلتا المتفشية وشديدة العدوى. وتوالى في أنحاء العالم الإعلان عن تدابير صارمة وقيود على السفر. في ألمانيا، أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل الخميس عن تشديد القيود على الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم ضد كوفيد والذين لن يتمكنوا من دخول المتاجر والمطاعم والفضاءات الثقافية والترفيهية غير الضرورية، وسيتعين عليهم الحد من الاختلاط. سيقدم مشروع قانون حول التطعيم الإجباري إلى البرلمان الألماني على أن يدخل حيز التنفيذ في فبراير أو مارس، كما هي الحال في النمسا التي أعادت حجر سكانها، وفي اليونان. في فرنسا، تم تأكيد تسع إصابات بأوميكرون. وعلى غرار الدول الأوروبية الأخرى، واجهت فرنسا تفشيا وبائيا حتى قبل ظهور المتحورة الجديدة. وأقر رئيس الوزراء جان كاستكس بأن "الموجة الخامسة من الوباء قوية بشكل خاص ... والوضع مقلق". مثل العديد من البلدان في العالم، شددت دول القارة القيود الصحية والرقابة على الحدود وحظرت السفر من إفريقيا الجنوبية، وأعيد فرض الأقنعة في وسائل النقل والمحلات التجارية لا سيما في المملكة المتحدة، والتوصية بتلقيح الأطفال الصغار المعرضين للخطر في فرنسا. وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الجمعة أن رياض الأطفال والمدارس الابتدائية في بلجيكا ستغلق أبوابها قبل أسبوع من عطلة عيد الميلاد، في محاولة لكبح انتشار الفيروس. على عكس التوجه السائد، أعلنت سويسرا إلغاء الحجر الصحي الإلزامي للم لقحين عند دخول البلاد اعتبارا من السبت، لكنها صارت تشترط على الوافدين إجراء فحص قبل السفر وآخر بعد دخول البلد بأيام. في آسيا، وبعد إعلان سنغافورة عن إصابتين بالمتحورة، أبلغت ماليزيا المجاورة عن أول إصابة الجمعة لدى طالب عاد من جنوب إفريقيا في 19 نونبر. كما أعلنت سريلانكا عن أول إصابة بأوميكرون، كذلك لدى شخص عائد من جنوب إفريقيا. في الوقت الحالي، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن عدم كفاية تغطية اللقاح ضد فيروس كوفيد ومحدودية عدد الفحوص، لا سيما في إفريقيا، يشكلان "وصفة مثالية لتكاثر المتحورات وتزايدها". وشدد على أن نهاية الوباء "مسألة خيار". وأعربت مختبرات بينها موديرنا وأسترازينيكا وفايزر/بايونتيك ونوفافاكس عن ثقتها في قدرتها على انتاج لقاح جديد ضد أوميكرون. كما تعمل روسيا على انتاج نسخة من لقاح سبوتنيك-في ضد هذه المتحورة. تسبب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,233,111 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية دجنبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمي ة الجمعة عند الساعة 11,00 ت غ. وتأكدت إصابة 263,616,200 شخصا على الأقل بالفيروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.