لا تزال الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا ل12 عاما متتاليا منذ سنة 2009، وفق ما أفاد "كتاب أبيض" أصدره مكتب الإعلام التابع لمجلس الوزراء الصيني، الجمعة، وذلك بمناسبة المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي "فوكاك"، الذي ستسضيفه العاصمة السنغالية دكار بين 28 و30 نونبر الجاري. وأبرز الكتاب الذي يحمل عنوان "الصين وإفريقيا في العصر الجديد: شراكة متساوية"، أن نسبة تجارة إفريقيا مع الصين من إجمالي التجارة الخارجية للقارة استمرت في الارتفاع، حيث تجاوزت 21 بالمائة في العام الماضي. وذكر التقرير أن هيكل التجارة بين الصين وإفريقيا يواصل تحسنه أيضا، حيث يشهد زيادة ملحوظة في التكنولوجيا ضمن صادرات الصين إلى إفريقيا، كما يمثل حجم تصدير المنتجات الميكانيكية والكهربائية ومنتجات التكنولوجيا الفائقة الآن أكثر من 50 في المائة من الإجمالي. وأشار إلى أنه بنهاية عام 2020، تجاوز الاستثمار المباشر للشركات الصينية في إفريقيا 43 مليار دولار. وأنشأت الصين أكثر من 3500 شركة من مختلف الأنواع في جميع أنحاء القارة، وأصبح أكثر من 80 في المائة من موظفيها من السكان المحليين، حيث خلقت هذه الشركات بشكل مباشر وغير مباشر ملايين الوظائف، وفق التقرير. وبخصوص المساعدات للقارة، أشار التقرير إلى أن إجمالي المساعدات الخارجية للصين في الفترة من 2013 إلى 2018 بلغ 270 مليار يوان (حوالي 42,28 مليار دولار)، خصص 45 في المائة منها إلى دول إفريقية في شكل منح وقروض بدون فوائد وقروض ميسرة. وفي المجال الصحي، ذكر التقرير أن الصين أرسلت إجمالي 23 ألف شخص من أعضاء الفرق الطبية إلى إفريقيا، عالجوا 230 مليون مريض خلال الأعوام ال58 الماضية، مضيفا أنه في الوقت الراهن، هناك ما يقرب من 1000 عامل طبي صيني في 45 دولة إفريقية، يعملون في 98 مركزا طبيا. كما أشار التقرير إلى أن الصين قدمت منذ عام 2020 إمدادات طارئة لمكافحة جائحة كوفيد-19 إلى 53 دولة إفريقية والاتحاد الإفريقي بناء على احتياجات كل منها، إضافة إلى إرسال مجموعات من الخبراء الطبيين أو فرقا طبية قصيرة الأجل لمكافحة الجائحة إلى 17 دولة إفريقية. وبخصوص الحفاظ على السلام في القارة، ذكر التقرير أن أكثر من 80 بالمائة من قوات حفظ السلام الصينية ن شرت في إفريقيا منذ أن شاركت الصين لأول مرة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في عام 1990، مبرزا أن الصين أرسلت أكثر من 30 ألف جندي إلى إفريقيا لأداء مهام في 17 منطقة لبعثات حفظ السلام، فيما يقوم حاليا أكثر من 1800 جندي من قوات حفظ السلام الصينية بمهام في خمس مناطق بالقارة. من جانب آخر، أكد التقرير أن منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) قد أصبح رائدا للتعاون الدولي مع إفريقيا في العصر الجديد. وذكر أنه بمبادرة من كل من الصين والدول الإفريقية، تم إطلاق المنتدى في مؤتمره الوزاري الأول في بكين في أكتوبر 2000، بغية الاستجابة للتحديات الناشئة عن العولمة الاقتصادية والسعي إلى تحقيق التنمية المشتركة، مضيفا أنه على مدار العقدين الماضيين، أصبح (فوكاك) منصة مهمة للحوار الجماعي بين الصين وإفريقيا وآلية فعالة للتعاون العملي.