تواصل الدبلوماسية المغربية تحركاتها بشكل حثيث ومكثف، حيث أنه خلال هذا الأسبوع تم عقد لقاءات ومباحثات مهمة مع مسؤولين كبار في ظرف أسبوع واحد، وأولى هذه المحادثات تلك التي أجراها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في واشنطن مع نظيره وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، في أول لقاء يجمع الطرفين منذ حلول الإدارة الجديدة بقيادة جو بايدن في البيت الأبيض، وقد انصبت هذه المحادثات حول ملف الصحراء المغربية. ثم ثاني اللقاءات وهي التي استقبل فيها بوريطة وفدا إسرائيليا رفيع المستوى يقوده وزير الدفاع بيني غانتس وتباحث معه حول عدد من القضايا المشتركة التي تهم البلدين. وفي هذا السياق، يرى خالد الشكراوي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإفريقية، أن هذه "التحركات الدبلوماسية تأتي في ظل محاولة بعض الجهات الخارجية تغيير الموقف الأمريكي تجاه الصحراء"، مضيفا، أنه بيان الخارجية الأمريكية الصادر عقب اللقاء الذي جمع في واشنطن بين وبوريطة ونظيره الأمريكي بلينكين، "أعاد التأكيد أنه ليس هناك أي تغير في الموقف الأمريكي تجاه قضية الصحراء المغربية". وأبرز الشكراوي، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن هناك "تحولات على مستوى المجال المغاربي خاصة الموقف الجزائري المعادي والصريح للمغرب والذي لم يستسغ التقدم الذي أحرزته الدبلوماسية المغربية في السنوات الأخيرة"، ثم يضيف: "الجارة الجزائرية لديها مشاكل داخلية كبيرة وتحاول تغطيتها عن طريق إشعال فتيل النزاع مع المغرب والاستمرار في ذلك". "المغرب له علاقات متميزة مع شركاء تقليديين وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية" يقول المحلل السياسي، ثم أردف: "صحيح حصل بعض التغيير على مستوى العلاقات مع أوروبا ويرجع ذلك في إطار نهج المغرب شراكة رابح رابح وعدم الرضوخ لبعض المواقف الأوروبية غير العادلة والتي لا تنظر بعين الرضى إلى تغيير ميزان القوى في الشمال الافريقي بل تود الرجوع إلى مستويات سنوات السبعينات وهذا ما يرفضه المغرب حاليا وفق ما جاء في الخطاب الملكي الأخير ودعوته للشركاء الأوروبيين إلى ضرورة توضيح مواقفهم تجاه المغرب". وبخصوص علاقات المغرب مع إسرائيل، أوضح المتحدث ذاته، أن " لها ارتباطات وخصوصيات؛ أولها بحسبه، "الارتباط الثقافي والاجتماعي وثانيا هناك علاقات استراتيجية مهمة يعاد بناؤها في الوقت الحالي"، مشيرا إلى أن "المغرب كلما كانت له علاقات متميزة مع إسرائيل فإن ذلك سيساهم بشكل كبير في الاقتراب من حلول سلمية في الشرق الأوسط".