كشفت دراسة مغربية أن تدابير الحجر الصحي التي طبقها المغرب بالتزامن مع بداية انتشار فيروس كورونا في مارس 2020 ساهم في الحد من تلوث الهواء بعدة مدن مغربية وبالتالي إنقاذ الأرواح التي كانت تقضي سنويا بسبب تلوث الهواء الناتج عن انبعاثات وسائل النقل. الدراسة، التي أجراها باحثون مغاربة بعنوان "الحجر الصحي لفيروس كورونا في المغرب: الآثار على جودة الهواء والصحة العامة"، تطرقت إلى مقارنة حالة جودة الهواء قبل انتشار الفيروس (ما بين 16 فبراير و19 مارس 2020) وخلال فترة الحجر الصحي (20 مارس إلى 20 أبريل 2020)، وشملت مدن الدارالبيضاءومراكش، حيث تهدف حسب ملخص الدراسة إلى إظهار وجود علاقة بين الحجر الصحي والحد من تلوث الهواء، وذلك بالاعتماد على مناهج علمية دقيقة. وقامت الدراسة بتقييم التغيرات في جودة الهواء خلال الفترتين المذكورتين مع التغييرات المرصودة خلال الفترة ما بين 2016 و2019، عبر حساب معدلات وجود ثلاث ملوثاث للهواء متعلقة بعوادم وسائل النقل، ويتعلق الأمر بجزيئات ثنائي أكسيد النيتروجين NO2 وجزيئات PM2.5، وهي مواد صغيره لا ترى بالعين ولا يتجاوز بحجمها 2.5 ميكرون متر، بالإضافة إلى أحادي أكسيد الكربون. وخلصت الدراسة إلى أن جزيئات NO2 سجلت انخفاضات بنسبة 12- ميكروغرام في المتر المكعب في الدارالبيضاء و ب 7- ميكروغرام في المتر الكعب بمراكش. بالمقابل، رصدت الدراسة كذلك انخفاضا في معدل جزيئات PM2.5 المضرة بالصحة بنسبة 18- ميكروغرام في المتر المكعب في الدارالبيضاء و14- ميكروغرام في المتر المكعب في مراكش. فيما انخفض أحادي أكسيد الكربون بنسبة 0.04- ملغم في المتر المكعب في الدارالبيضاء و0.12- في مراكش. وأوضحت الدراسة إلى أن تقليل تلوث الهواء أدى إلى فوائد صحية للمواطنين حيث خفض معدل الوفيات الناتجة بشكل رئيسي عن أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث قدرت أن الانخفاض في ثنائي أكسيد النيتروجين ساهم في تجنب تسجيل 185 وفاة متعلقة بهذا الملوث بالدارالبيضاء، و30 وفاة بمراكش. كما جنب الانخفاض في معدل جزيئات PM2.5 تسجيل 48 وفاة في البيضاء و15 وفاة في مراكش.