كان مقررا أمس الأربعاء، عقد مجلس الأمن الدولي الجلسة الثالثة المخصصة للتصويت على مشروع قرار التجديد لولاية البعثة الأممية إلى الصحراء "المينورسو" التي ستنتهي في 30 من هذا الشهر، غير أن الجلسة تأجلت إلى يوم غد الجمعة. ويدعو مشروع القرار الذي أعدته الولاياتالمتحدةالأمريكية حول الصحراء، حسب مسودة القرار في فقرته 27، اطلع عليها موقع القناة الثانية، إلى إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه ومقبول من جميع أطراف هذا النزاع الإقليمي، كما يوصي بتمديد بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2022. وأعرب القرار، في النقطة الثالثة، عن دعمه الكامل للأمين العام ومبعوثه الشخصي "دي ميستورا" لتيسير عملية المفاوضات من أجل التوصل إلى حل لمسألة الصحراء، ويهيب بالأطراف (المغرب، الجزائر، موريتانيا والبوليساريو) إلى الانخراط في هذه العملية تحت رعاية الأمين العام دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع مراعة الجهود المبذولة منذ سنة 2006 والتطورات اللاحقة، مؤكدا على ضرورة الاحترام الكامل للاتفاقات العسكرية التي تم التوصل إليها فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وكذا التعاون مع بعثة المينورسو. وفي هذا الشأن، قال الموساوي العجلاوي، الأستاذ الباحث بمركز افريقيا والشرق الأوسط للدراسات، إن "تأجيل هذه الجلسة يأتي في سياقات جديدة أولها تملص النظام الجزائري من التزاماته عبر رفضه لعملية الموائد المستديرة التي جاءت بها مسودة قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء". المعطى الثاني، يفسر العجلاوي، ضمن تصريح لموقع القناة الثانية، يتمثل فيما اعتبره بتحول الخريطة جيوسياسية للمنطقة، موضحا أن المغرب اختار إقامة تحالفات جديدة على المستوى الدولي (خاصة بعد الاعتراف الأمريكي على سيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية) الشيء الذي غير عددا من المعطيات". وكشف الخبير في ملف الصحراء، أن "الذي عطل استصدار قرار تمديد بعثة المينورسو هي روسيا التي تساند النظام الجزائري في رفضه لعملية استئناف المفاوضات"، معتبرا أن "موسكو تلعب بالورقة الجزائرية لأنه تجمعها التزامات مع الواجهة الجديدة للنظام الجزائري". كما سجل المتحدث عينه، أن "روسيا لن تغفل كذلك مصالحها مع المغرب؛ وستضع اتفاقية الصيد البحري (الموقعة سنة 2019 والتي بموجبها يتيح لها إمكانية الصيد البحري في السواحل الصحراوية)، في الحسبان". وواصل في نفس السياق، أن "روسيا لها استراتيجية ورغبة بالانتشار في شمال افريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، وبالتالي استقرار روسيا في الجزائر يتيح لها ورقة ضغط على أوروبا (لأن هذه الأخيرة تفرض عقوبات على روسيا)" يقول العجلاوي، ثم أضاف "أن روسيا تحاول مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية في المنطقة". واستبعد الخبير ذاته، أن "ترفع روسيا في جلسة التصويت حق الفيتو وتعترض على مسودة القرار الذي أعدته الولاياتالمتحدة حول الصحراء"، مشددا على أن "مشروع القرار المطروح جيد لأنه لم يعط الاهتمام لعربدة النظام الجزائري والجبهة الانفصالية البوليساريو". ووقف المتحدث ذاته، عند النقطة الواردة في مسودة القرار وتلك المتعلقة باستئناف عملية المفاوضات في إطار الموائد المستديرة، ويورد العجلاوي في هذا الشأن، أن " الطريقة التي سيسير عليها "دي ميستورا" هي نفس طريقة عمل التي مضى عليها خلفه كوهلر"، وبحسبه، هذا "فيه إشارة على أن الأممالمتحدة ما تزال تنظر إلى النزاع بأنه إقليمي".