لن يتمكن المغاربة الذين استفادوا من لقاح استرازينيكا المصتع في الهند، والمعروف باسم Covishield، بالإضافة إلى لقاح سينوفارم الصيني، من الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، بواسطة جواز التلقيح المغربي، وذلك بسبب عدم اعتراف هيئة الأدوية الأوروبية بهذه اللقاحات. ووفق هذا المعطى فلن يكون بمقدور المغاربة الذين يرغبون في السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي إمكانية الاستفادة من "الجواز الأخضر الأوروبي" الذي يدخل نطاق الخدمة في فاتح يوليوز، ويعد بمثابة شهادة تطعيم تتيح لحامليها التنقل بحرية ودون قيود في الدول المشكلة للتكتل الاقتصادي الأوروبي. وتعترف هيئة الأدوية الأوروبية في موقعها الرسمي بأربعة لقاحات فقط، هي لقاح "كوميرانتي" (بايونتيك فايزر)، "موديرنا"، "فاكسزيفريا" (لقاح استرازينيكا المصنع بأوروبا)، و"جانسن" (جونسون آند جونسون)، فيما استبعدت باقي اللقاحات، خاصة الصينية والروسية و"كوفيشيلد" المصنع بالهند. وأفاد موقع شبكة سي إن إن الأمريكية أن الجواز الأخضر الأوروبي لا يعترف بلقاح كوفيشيلد الذي يقوم معهد سيروم (الصورة) بالهند بتصنعيه، والذي يعد العمود الفقري لمبادرة "كوفاكس" التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية بدعم من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعني أن العديد من الدول الإفريقية، ومن بينها المغرب، إلى جانب دول أخرى حول العالم، والتي استفادت من هذا اللقاح عبر آلية "كوفاكس"، ستكون مستبعدة من دخول دول الاتحاد الأوروبية ومنطقة "شنغن". وأضاف الموقع أن الجواز الأخضر الأوروبي لا يعترف حاليا سوى بجرعات استرازينيكا المصنعة في المملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية، والتي تحمل علامة Vaxzevria"، وليس جرعات استرازينيكا المصنعة بمعهد "سيروم" بالهند، والذي يحمل علامة Covishield. وحصل المغرب على ملايين الجرعات من لقاحي سينوفارم الصيني وكوفيشيلد (استرازينيكا المصنع بالهند)، سواء عبر الاقتناء المباشر أو عبر آلية كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وهما اللقاحين المستعملين حاليا في حملة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا المستجد. ووفق قواعد الاتحاد الأوروبي، فإن المغاربة لن يكونوا قادرين على دخول تراب الاتحاد الأوروبي بسبب عدم حصول اللقاحات المذكورة على الترخيص من هيئة الأدوية الأوروبية. ونقل موقع CNN عن هيئة الأدوية الأوروبية قولها إن لقاح كوفيشيلد لا يتوفر على تصريح تسويق حاليا في الاتحاد الأوروبي على الرغم من كونه قد يستخدم تقنية إنتاج مماثلة للقاح فاكسزيفريا، مشيرا إلى أن اللقاحات منتجات بيولوجية، وبالتالي فإن حتى الاختلافات الطفيفة في ظروف التصنيع يمكن أن تؤدي إلى اختلافات في المنتج النهائي، ولهذا يتطلب قانون الاتحاد الأوروبي تقييم مواقع التصنيع وعملية الإنتاج والموافقة عليها كجزء من عملية الترخيص. وأضافت الهيئة إن هذه القواعد الأخيرة قابلة للتحديث في حال تلقيها لطلب ترخيص بالتسويق من طرف القائمين على لقاح كوفيشيلد، أو في حالة ما تمت الموافقة على تغييرات في مواقع التصنيع المعتمدة للقاح Vaxzevria، مؤكدة أنها ليست مسؤولة عن أي قرار يتعلق بالسفر إلى الاتحاد الأوروبي، أو شروط السفر المتعلقة بالتطعيم ضد فيروس كوفيد-19، مثل الجواز الأخضر، محملا المسؤولية للمفوضية الأوروبية والدول الأعضاء. بالمقابل، أكد أدار بونوالا، رئيس معهد "سيروم الهندي" أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة Covishield "يواجهون مشاكل في السفر إلى الاتحاد الأوروبي"، مضيفا على تويتر أنه تناول هذا المستجد مع المسؤولين الأوروبين معربا عن أمله في حل المشكل قريبا سواء مع الهيئات التنظيمية الأوروبية، أو عبر القنوات الديبلوماسية. وأثار هذا المستجد قلق الدول الافريقية، حيث أصدر الاتحاد الافريقي والمركز الافريقي لمحاربة الأمراض والوقاية منها بيانا مشتركا يدعو فيها المفوضية الأوربية إلى مراجعة هذه الخطوة، مؤكدا أن "المبادئ التوجيهية الحالية تعرض للخطر المعاملة العادلة للأشخاص الذين تلقوا لقاحاتهم في البلدان التي تستفيد من آلية كوفاكس المدعومة من الاتحاد الأوروبي ، بما في ذلك غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي".