أدى أزيد من 1200 من مسلمي الضاحية الباريزية جانفيليي، وأغلبهم مغاربة، صلاة عيد الفطر السعيد، صبيحة الخميس الموافق لأول أيام شهر شوال، عبر أربع دفعات، وفي جو تنظيمي وروحاني، أبهر السلطات الفرنسية. وقال محمد بن علي رئيس مركز النور المسير لمسجد جانفيليي الكبير، في اتصال هاتفي بموقع 2M.ma بأن التحضيرات لصلاة العيد بدأت منذ أسبوع تقريبا، باستخلاص كل الوثائق الضرورية لاستغلال بعض الفضاءات العمومية القريبة من المسجد، واحتراما للتدابير الاحترازية لمنع انتشار كوفيد19، فقد تقرر عبر إعلان تم نشره على نطاق واسع، أداء صلاة العيد، عبر ثلاثة أفواج (السابعة والثامنة والتاسعة صباحا)، بمعدل ساعة بين كل فوج. وتفاجأت اللجنة المنظمة صبيحة الخميس، يقول متحدثنا، بتوافد أعداد كبيرة من مسلمي مدينة جانفيليي ومعها مقاطعات أنيير وكليشي، وهو الأمر الذي دفعهم إلى اتخاد قرار إضافة فوج رابع، لتنطلق الصلاة الأولى حوالي السادسة وأربعين دقيقة. وعمل المنظمون، يقول محمد بن علي، على توفير مواد معقمة وكمامات، وحوالي 500 صلاية للحاضرين، وتمت الاستعانة بشرطة المدينة، التي قامت بوضع حواجز لمحاصرة المداخل المؤدية للمسجد، والتي تم استغلالها كفضاء لأداء الصلاة. وعن أجواء العيد في الضاحية الباريسية جانفيليي، والتي تضم حصة الأسد من مغاربة باريس، يقول محمد: « نستغل اليوم لنقوم بزيارة العائلة بالدرجة الأولى وصلة الرحم، والجلوس مع الأصدقاء، ومن بين الصدف التي ساعدت مسلمي فرنسا على الاحتفال بالعيد، هو أن الخميس يصادف يوم عطلة في فرنسا، لذك فالكل هنا يحتفل بعيده، ويحافظ على قيمه وعاداته وتقاليده، في جو يسوده احترام الأديان وتقدير الاخرين ». من جهتها، وفي كلمتها أمام المسلمين الحاضرين في المسجد صبيحة اليوم، والتي تم بثها في صفحة المركز بالفايسبوك، قالت anne laure pereze ، النائبة الأولى لعمدة مدينة جانفيليي: « أنا جد سعيدة بتواجدي معكم في المسجد، وأتقدم لجميع المسلمين بأحر التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد، وهو عيد يأتي في ظرفية نعرفها جميعا، حيث الاحتياطات من انتشار الوباء، وأعلم كثيرا بأن مسلمي جانفيليي خاصة لجنة المسجد، أبانوا على حس تضامني كبير خلال سنة الجائحة، ولذلك أود أن أشكرهم، وأحيي كل المتطوعين والمتوطعات الذي شاركوا في هذه العملية الإنسانية النبيلة ». وأضافت أنا في كلمتها: « أعلم جيدا أن عيد الفطر مناسبة مهمة عندكم، وأريد أن أتقاسم معكم فرحته، لأنه مناسبة لتقاسم المحبة والإخاء، وهوما يشجع جانفيليي، لتكون مدينة للتسامح والتعايش، لما فيه خير لنا ولأبنائنا ». تجدر الإشارة إلى أن مركز النور بمسجد جانفيليي الكبير، عمل طيلة شهر رمضان، على توفير 550 وجبة إفطار جاهزة توزع على عابري السبيل والفقراء، ومن تقطعت بهم السبل بجانفيليي، سواء من المسلمين أو غير المسلمين، كما تم توزيع 350 قفة كل أسبوع، تستفيد منها الأسر المعوزة والفقيرة، ومن كل الأديان، وتضم سلعا ومواد غائية أساسية. ومنذ لاثنين الماضي، وإلى حدود عشاء الأربعاء، تم تنظيم عملية زكاة الفطر، وتم توزيع مايزيد عن 1277 قفة على الفقراء والمحتاجين، وسهر على هذه العملية، حوالي 75 متطوعا نصفهم نساء.