أعلنت وزارة التربية الوطنية عن توقيع مجموعة من الاتفاقيات التي تهدف إلى الارتقاء بالرياضة المدرسية بمختلف المؤسسات التعليمية، من خلال خلق مسارات مندمجة "رياضة ودراسة". في الحوار التالي ضمن فقرة "3 أسئلة" يتحدث لنا مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم وادنون مولاي عبد العاطي الاصفر عن اهمية الرياضة المدرسية، والفرق بين النظام الحالي والمسارات الجديدة المندمجة "رياضة ودراسة":
تحدثوا لنا عن اهمية الرياضة المدرسية الصحية والاجتماعية؟ تتبوأ الرياضة المدرسية أهمية كبيرة، ولها فوائد متعددة على التلاميذ والتلميذات، وعلى الوسط المدرسي بصفة عامة. من الناحية الصحية، الرياضة المدرسية تساهم في الحفاظ على السلامة البدنية للتلاميذ والتلميذات، كما تساعد على البناء النفسي الجيد لهم، ومساعدتهم على التفكير الايجابي، من خلال اكتساب مجموعة من القيم كاحترام الآخر، التنافس الإيجابي وغيرها. من جانب آخر، فالرياضة المدرسية هي فرصة للتنقيب على المواهب الرياضية وصقل مهاراتها، ثم توجيهها إلى الأندية الرياضية الوطنية وبالتالي المساهمة في بناء المستقبل الرياضي للبلاد. ونظرا لأهميتها، فقد حرصت الوزارة على تجنب حدوث قطيعة مع الممارسة الرياضية خلال فترة الحجر الصحي، من خلال إنتاج كبسولات تقدم مجموعة من الأنشطة الرياضية التي يمكن القيام بها في البيت، والتي تم بثها على القنوات الوطنية أو على الصفحات والمواقع التي أنشأت بغرض ضمان استمرارية التعليم عن بعد. في إطار التدابير الاحترازية التي تم اتخاذها لمواجهة انتشار فيروس كورونا ببلادنا، قررت وزارة التعليم إلغاء الدراسة الحضورية وتعويضها بالدراسة عن بعد وهذا القرار شمل ايضا الرياضة المدرسية.
ما هي الإجراءات التي تقوم بها الأكاديمية من أجل تطوير الرياضة المدرسية؟ في إطار تنزيل مقتضيات مشاريع القانون الإطار 51.17 المتعلق لمنظومة التربية و التكوين و البحث العلمي، خاصة مشروع رقم 11 المتعلق بالارتقاء بالرياضة المدرسية تقوم الأكاديمية بتهييء الشروط اللازمة لممارسة الأنشطة الرياضية المدرسية من قبيل احداث مراكز رياضية بالمؤسسات التعليمية الابتدائية وكذلك الثانويات والاعداديات الى جانب تنظيم مجموعة من الأنشطة الرياضية والتظاهرات. كما التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة –قطاع الشباب والرياضة بجهة كلميم وادنون، تروم إحداث مسارات ومسالك دراسية مندمجة "رياضة ودراسة ''على صعيد الجهة. وهي الاتفاقية التي تأتي في إطار تنفيذ مقتضيات الدورية المشتركة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الثقافة والشباب والرياضة -قطاع الشباب والرياضة رقم 013.21 بتاريخ 29 يناير 2021.
ما الذي يميز هذه المسالك عن النظام التعليمي الحالي؟ عكس النظام المعتمد حاليا، فإن المسالك الدراسية المندمجة "دراسة ورياضة" ستمكن المتعلمات والمتعلمين الرياضيين(ات) الموهوبين(ات) المنتمين(ات) والممارسين(ات) بالأندية الرياضية، والذين يتابعون دراستهم بسلكي الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي بجهة كلميم وادنون، من الاستفادة من تكوين رياضي ومعرفي متكامل ومندمج ومتوازن، يتيح إمكانية الجمع بين تطوير مهارتهم الرياضية وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم البدنية من جهة، وتمكينهم من اكتساب المعارف العلمية واللغوية والثقافية الضرورية من جهة أخرى، وذلك من خلال ملاءمة الزمن المخصص للدراسة والزمن المخصص للتكوين الرياضي. سيتم إحداث بنيات تربوية دراسية لهذه المسارات، وتوفير الوسائل المادية واللوجستية الضرورية وكذا الموارد البشرية المؤهلة لتنفيذ البرنامج البيداغوجي والرياضي بهذه البنيات المحدثة. سيشرف على هذه المسارات أساتذة التربية البدنية ومفتشين، إلى جانب أساتذة مواد عامة.