"كانت لحظة الحجر الصحي نقمة على العالمين، لكن ككل نقمة توجد في طياتها نعمة ما.." يقول الكاتب والإعلامي، عبد العزيز كوكاس، في مقدمة كتابه الجديد المعنون : "في حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشر". ونعمة الكاتب كوكاس في الحجر الصحي الشامل الذي سببه فيروس كورونا أنه جنى منه هذا المؤلف الذي يحاول أن "ينبش في أسئلة عميقة أثارها هذا الفيروس القاتل؛ والذي أثر على مجموعة من القيم والتمثلات وحتى على النظام العادي للحياة لم يعد نفسه مع هذا الوباء"، يقول كوكاس، في تصريح هاتفي لموقع القناة الثانية، عن إصداره الجديد. المؤلف الجديد الصادر عن دار النشر النورس في 165 صفحة، بحسب كوكاس، "يُساءل المنفلت منا في هذا الزمن الكوروني العام ويقف عند الأشياء التي كنا غافلين عنها في السابق"، وزاد متسائلا: " كيف يمكن لفيروس غير المرئي أن يتخذ صفة امبراطور ويجعلنا تحت رحمته نصاب بالذعر والخوف؟". "نعيش اليوم مع فيروس معولم يتخطى الحدود بدون حاجة إلى جواز سفر أو جنسية، إذ أدخل العالم في حجر صحي وإغلاق تام؛ وجعلنا نلتف إلى أشياء كثيرة كان يلزمنا وقتا طويلا لكي نستوعبها" يقول الكاتب ذاته، ثم يضيف، أنه عبر "هذا الكتاب يحاول أن يتهكم على حالة الحزن العامة التي أدخنا فيها الفيروس والبحث عن سبل الحياة بطرق أكثر شاعرية" يردف ذات المتحدث. "إننا اليوم في قمة إحساسنا بقيمة الحياة" يقول الكاتب حول محتوى ما جاء به كتابه، ثم يواصل: "أن رمزية عددا من الأشياء عادت لها قيمتها وسحرها؛ مثلا كبيوتنا حيث أصبحنا بسبب هذا الفيروس نقضي معظم أوقاتنا بها ولا نخرج إلا للضرورة" يشير ذات الكاتب. وأشار صاحب رواية "ذاكرة الغياب" إلى أن مؤلفه الجديد "في حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشر" يحتوي بين دفتيه ثلاثة فصول: الأول عنونه ب "سخرية مستنبتة من الحزن الرمادي" مبرزا أنه "يتضمن مقالات ساخرة عن الفيروس ومما أدخلنا فيه من ارتباك". ويشير الكاتب والإعلامي، إلى أن الفصل الثاني تحت عنوان: "محاولة للفهم كي لا نموت بلداء" والذي يضم مقالات لقضايا أثريت مع فيروس كورونا مثل الكمامة وجشع الاستهلاك"، ثم الفصل الثالث والأخير "كورونا بلغة الآخر من أجل فهم أفضل" موردا أن هذا الفصل هو "عبارة عن ترجمة لمقالات لكبار المفكرين يقدمون زاويا نظرهم الأخرى للفيروس بلغة وهوية أخرى لكي نفهم هذا الفيروس أكثر".
الكاتب محمد سبيلا، في تقديمه للكتاب والذي قال عنه: " لعل هذا الأسلوب المرح الذي يتحفنا به الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس، والذي يأخذنا بعذوبته اللفظية ويقذف بنا ضمن مراوحاته الدلالية المستطابة بين مراوغة الموت ومفاكهة العدم، قادر على أن يجعلنا نقتنص لحظات من ظلال المتعة الدفينة في أعماق هذه المأساة". وواصل سبيلا في محاولة لاستفزاز شهية القارئ نحو الإصدار الجديد في تقديمه قائلا: "مهما تكن صلبا وصمودا فإن أسلوبا فاتنا أخاذا كهذا الذي يكتب به ومن خلاله الصديق عبد العزيز كوكاس، سيعصف بك وسيقذفك إلى عوالمه الطربة والضاربة في أعماق الخيال، تطرب للحزن وتحزن للطرب، تأخذك المفارقات الدلالية واللفظية الجميلة التي يتسقّطها عزيز ببراعة صائد الدلالات المحترف، وعندما يتمكن منك الأسلوب وتتراخى مقاوماتك..".