يفاجئنا الإعلامي عبد العزيز كوكاس بإصدار جديد اختار له عنوانا مبهجا وساخرا "في حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشر" الصادر عن منشورات النورس، خصصه للتأمل في العديد من القضايا التي صاحبت فيروس كورونا سياسيا وثقافيا واقتصاديا. ينصب الكتاب على محاولة القبض على الجوهري في التحولات التي لا زلنا نعيش وقعها، ينتبه للمنفلت: عودة السحر لقلب العالم، الكمامات التي ستلتصق بجلدنا وتخفي تحتها شخصيات أخرى سنحتاج إلى زمن للبحث عما تخبئه من رموز وأساطير، تلك البضائع التي هرعنا إلى تكديسها في بداية الحجر الصحي، كأننا نخشى أن تبقى بعدنا ونحن الذين ننتجها ونمنحها شهادة الميلاد ونضع عليها تاريخ موتها أو نهاية صلاحيتها… كل ذلك بلغة تمزج بين السخرية من الفيروس المخاتل ومن الذعر والخوف الذي أغرق فيه البشرية، ودقة التوصيف والتحليل الذي عهدناه في كتابات الإعلامي عبد العزيز كوكاس، الذي يقول في تقديمه لكتابه "في حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشر": "لقد وجدت سبيلي للتعبير عما عشناه خلال هذا الوباء في السخرية كقلب للعالم لإعادة فهمه واستيعاب تحولاته بعد أن أصبح العالم المفتوح والقرية الصغيرة، منطويا على نفسه كل دولة توجد في وضع قنفوذي لحماية مجموعتها الوطنية من عدوى فيروس غير مرئي لا يترك سوى أثره المدمر على الإنسان والاقتصاد والقيم والعلاقات الاجتماعية.. وفي التحليل السياسي الذي يحاول ملامسة التغيرات الجيو سياسية والقيم التي كان لوقعها ارتجاج قوي كما في الأحداث الكبرى التي عبرت التاريخ البشري وتركت وشمها عميقا في مساراته.. كما وجدت في الترجمة سندي لوعي متعدد بأبعاد كونية، سعيت من خلالها إلى بسط كيف يفكر الآخر/العالم المتقدم في الإشكالات التي فرضها الفيروس الإمبراطوري على البشرية".. الكتاب الجديد الذي أصدره المبدع عبد العزيز كوكاس جاء ممهورا بتقديم للدكتور محمد سبيلا على ظهر غلافه، مما ورد فيه: "لعل هذا الأسلوب المرح الذي يتحفنا به الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس، والذي يأخذنا بعذوبته اللفظية ويقذف بنا ضمن مراوحاته الدلالية المستطابة بين مراوغة الموت ومفاكهة العدم، قادر على أن يجعلنا نقتنص لحظات من ظلال المتعة الدفينة في أعماق هذه المأساة". وينبهنا سبيلا كقراء محتملين لكتاب "في حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشر" بلا جدوى أخذ حذرنا من الغوص في ثنايا الكتاب لأنه وبتعبيره السلس: "مهما تكن صلبا وصمودا فإن أسلوبا فاتنا أخاذا كهذا الذي يكتب به ومن خلاله الصديق عبد العزيز كوكاس، سيعصف بك وسيقذفك إلى عوالمه الطربة والضاربة في أعماق الخيال".