يتوقع الخبير الاقتصادي رشيد أوراز مستقبلا صعبا للاقتصاد الوطني المغربي بعد جائحة كورونا، مشير إلى أن المغرب لا يمتلك مناعة قوية لتحمل أزمات عميقة كهذه الأزمة العالمية. وأضاف أوراز في حديثه لموقع القناة الثانية ضمن فقرة 3 أسئلة أن المغرب سيواجه وحيدا تداعيات هذه الأزمة . فيما يلي نص الحوار:
كيف أترث جائحة كورونا في اقتصاد المغرب؟ جميع التقارير الرسمية وغير الرسمية المغربية وغير المغربية تؤكد أن هذا الوباء العالمي أثر على جميع الاقتصادات العالمية، وبالتالي فالاقتصاد المغربي ليس استثناء أبدا، وبسبب الحجر الصحي الذي دام تقريبا 3 أشهر توقف جزء كبير من النشاط الاقتصاد الوطني، وذلك أدى ببعض القطاعات الاقتصادية الى التوقف بشكل كامل، ولازالت تعاني من ذلك ولم تسترجع عافيتها بعد كقطاعي السياحة والنقل. وحسب تقارير المندوبية السامية للتخطيط هناك ارتفاع في معدلات البطالة وكل المؤسسات المتعلقة بالتشغيل والنمو الاقتصادي مؤشراتها اكدت ان هذه الازمة الصحية أترث بشكل واضح ولا نقاش فيه على الاقتصاد المغربي.
في نظركم ...ماتوقعاتكم بخصوص الاقتصاد المغربي بعد الجائحة؟ لحد الان انا متشائم بخصوص مستقبل الاقتصاد المغربي لأنه اقتصاد ليس بالمكانة الكافية ليتحمل أزمات قوية وعميقة كهذه الأزمة العالمية.. كل بلد الآن منكب على معالجة مشاكله وبالتالي المغرب سيكون لوحده يقاتل ويواجه تأثيرات هذه الأزمة وسيكون أمام مشاكل مرتبطة بالخصوص بمستقبل الاقتصاد وسيصعب خلال السنة القادمة أن تسترجع بعض القطاعات عافيتها أولها السياحة. سنكون ايضا امام ارتفاع معدلات البطالة لان سوق الشغل لن يعرف الدينامية المرجوة سيكون هناك أيضا مشكل على مستوى جذب الاستثمارات الأجنبية وجذب المستثمرين على مستوى الاستثمار لأن الوضعية غير مستقرة يشوبها الكثير من اللايقين. هناك ايضا تضرر الاسواق الخارجية الذي سيؤثر على القدرات التصديرية للمقاولات المغربية وهناك ثأتر قطاع التعليم حيث سيؤثر بدوره على بعض المجالات وبالتالي مشاكل عديدة يمكن ان تجعلنا نرى الوضع سوداويا .
رغم خسائرها الفادحة...هل يمكن اعتبار ان كورونا خلقت فرصا للاستثمار؟ لا أعتقد أن هذه الأزمة ستخلق فرصا للاستثمار ربما هناك بعض البلدان التي لديها الامكانيات لأنه لاحظنا في مجالات معينة خصوصا التي نمت في ظل هذه الأزمة وهي مجالات التكنولوجيات الحديثة بالخصوص ومجالات الاتصالات ولكن هذا يتطلب بنية تحتية كبيرة واستثمارات ضخمة ليست في متناول الجميع. وبالتالي بالنسبة للمغرب ستكون هناك مشاكل للاستفادة من هذه الطفرة في المجال التكنولوجي الذي يمكن اعتباره من بين القطاعات التي ستكون الى حد ما مزدهرة بعد الخروج من الأزمة، اما بالنسبة لقطاعات التصنيع او السياحة او سوق الاستثمار المغربي سيعرف تباطؤا على الاقل خلال السنتين المقبلتين وتبقى كل السناريوهات متوقفة على مدة بقاء هذه الأزمة .