د. حسن عبيابة – الوزير السابق للاتصال والاعلام والثقافة والناطق الرسمي باسم الحكومة . خطوة مفاجئة وغير محسوبة العواقب أقدم عليها الرئيس التونسي الحالي قيس السعيد، وذلك بإستقباله لأمين التنظيم الإنفصالي المدعو إبراهيم غالي بشكل رسمي، مع وفد عن جبهة البوليساريو، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين المغرب والنظام في تونس، على هامش قمة طوكيو للتنمية الإفريقية "تيكاد8′′. ونتيجة لهذا التصرف غير المسؤول والمعاكس لمصالح المغرب العليا، وإنفراد الرئيس التونسي بشكل أحادي بدعوة الكيان الانفصالي الوهمي، الذي يعتبر أمرًا خطيرا وعدائيا ومستفزا، وخارجا عن الأعراف والتقاليد الدولية، فإننا ندين بشدة وبقوة هذا الفعل الخطير وغير مسبوق، والذي أساء كثيرا لمشاعر الشعب المغربي وقواه الحية بالبلاد، وأساء كذلك للشعب التونسي الذي تربطه علاقات قوية مع الشعب المغربي، ويبدو أن الرئيس التونسي اعتقد بأن استقباله للمدعو ابراهيم غالي في منتدى روتيني، رفضت العديد من الدول استضافته، بأنه ينال من المغرب أو من وحدته الترابية، لكن في الواقع، فموقف رئيس تونس لايعدو أن يكون رأيا معزولا، خارج الإجماع العربي والإفريقي والقوى الدولية ولا يعتد بما قام به، لأن تونس تعيش بدون مؤسسات التي اختارها الشعب التونسي، كما أن ثورة الياسمين بدأت من تونس وفشلت في تونس. وليعلم الرئيس التونسي ومن معه أن هذا المنتدى سينتهي في يومين فقط، لكن هذا الموقف السلبي سيبقى في التاريخ صوتا وصورة، كما أن الإساءة لا تتقادم بين الدول، وقد ذكر السيد محمد الأسعد عبيد، الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، بأن "تخصيص قيس سعيد لاستقبال رسمي لزعيم جماعة لا يعترف بها أحد إلا القليل وفي زوايا مظلمة غباء سياسي"، أما الروابط القوية والمتينة بين الشعبين المغربي والتونسي، فستبقى مستمرة لأن الرؤساء في الجمهوريات ذاهبون والشعوب باقية وخالدة، وأختم بهذه الأبيات الشعرية المعبرة للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي: أُبارك في الناس أهلَ الطموح * ومن يستلذُّ ركوبَ الخطرْ وألْعنُ من لا يماشي الزمانَ * ويقنع بالعيْشِ عيشِ الحجَرْ هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحياة * ويحتقر المَيّت المندثر فلا الأفْق يحضن ميْتَ الطيور * ولا النحلُ يلثم ميْتَ الزهرْ