عش نهار تسمع أخبار …لن تتفاجأ سيدي سيدتي ففي المغرب تحدث أشياء كثيرة لا تكاد تصدق، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتهافت للجلوس على كرسي الوزارة. ولذلك فإن شخصا كامحند العنصر الذي يجلس على كرسي أمين عام حزب الحركة الشعبية منذ 29 عاما، لم يتردد في أن يضع اسمه على لائحة المرشحين لشغل منصب وزير للشباب والرياضة، وهو المنصب الذي ظل يدبره بالنيابة منذ أعفي منذ محمد أوزين من مهامه. أكثر من ذلك أن امحند العنصر الذي دخل حكومة عبد الإله بنكيران ظل يتقلب في المناصب الوزارية طيلة الثلاث سنوات الماضية، ففي النسخة الأولى من الحكومة الحالية تقلد منصب وزير الداخلية، وفي النسخة الثاني قبل أن يجلس كرسي وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني، ثم انتقل ابتداء من يوم الأربعاء إلى منصب وزير الشباب والرياضة. فهل العنصر وحده يعرف تدبير شؤون الوزارة؟ غير أن اللافت أن امحند العنصر، الذي عرف كيف يزيح المحجوبي احرضان من كرسي «الزعيم» قبل 29 عاما في مؤتمر استثنائي للحزب، زكى نتائجه الملك الراحل، هو نفسه الذي ظل يسعى إلى تقلد كل منصب وزاري، حتى ليبدو كأن الرجل يمارس السياسة ليجد «مقعدا دائما» في الحكومة. هكذا فإن الرجل دخل أول مرة الحكومة قبل 34 عاما، وحينها كان شغل منصب وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ما بين سنتي 1981 و1992 مع احتفاظه بمنصب مدير المكتب الوطني للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ما بين سنتي 1984 و1992. وبعد 10 سنوات خرج فيها الحزب مضطرا إلى المعارضة، عادت الحركة الشعبية ومعها امحند العنصر إلى صفوف الأغلبية، وبالذات إلى المقاعد الوزارية، حيث عين الرجل في 2002 وزيرا للفلاحة والتنمية القروية، ثم وزيرا للدولة في الحكومة التي ترأسها السيد عباس الفاسي، قبل أن يحمل ثلاث حقائب وزارية في حكومة بنكيران الحالية. قبل بضعة أيام واجه امحند العنصر معارضة قوية، وهي الحركة التي قادتها وجوه من شبيبة الحزب التي اعتبرت أن قيادة الحركة الشعبية تسعى إلى فرض مسؤولين مقربين منها على رأس الشبيبة الحركية، ولأجل ذلك كانت قادت حملة ضده تحت شعار «باراكا خلاص»، حيث طالبوا بالتغيير العاجل لطريقة تدبير البيت الداخلي لحزب «السنبلة»، معتبرين أن ذلك لن يتأتى إلا بتقديم العنصر لاستقالته، والرحيل عن الحكومة والحزب. ولد محند العنصر بإيموزار مرموشة بإقليم بولمان سنة 1942. ولذلك كثيرا ما يتردد العنصر، الأب لخمسة أطفال على البيت الذي يملكه في مسقط رأسه، وهو البيت الذي يحيطه بعناية فائقة. فضلا عن ذلك يعرف عن العنصر أنه الشيخ الذي نجح في الحفاظ على لياقته البدنية، فهو لا يتأخر في ممارسة رياضة المشي، كما يظل وفيا لممارسة رياضة الغولف. هل يصلح الشيخ العنصر ما أفسده الشاب أوزين الكراطة…؟