رحل الأسطورة السير اليكس فيرجسون تاركاً وراءه إرثاً عظيماً من الإنجازات والألقاب والمجد ويا ليته قادر على ترك شخصيته الفريدة أو تصديرها لخلفه ديفيد مويس. مويس كسب ثقة الجميع قبل أن يبدأ مهمته الجديدة مع اليونايتد ثقة برأي الحكيم المخضرم فيرجسون ولعل السير رأى في المدرب الجديد دهاءً تكتيكياً أو ما شابه, ومن يدري فالحكم ما زال مبكراً عليه حتى وإن كانت النتائج إلى الآن لا تليق بسمعة اليونايتد الماسية التي عمل على بنائها أسطورة التدريب لأكثر من عقدين من الزمن. ما حدث بعد مباراة إيفرتون وخلال مباراة نيوكاسل يكشف الكثير, فتناول كاجاوا لأطنان من الطعام بعد الخسارة من إيفرتون ومن ثم تسممه, وانشغال فيلايني بهاتفه المتحرك خلال مباراة فريقه الخاسر من نيوكاسل ليسا مجرد خبرين عابرين بل هما دليل واضح على التغير الكبير الذي طرأ على شخصيات لاعبي الشياطين الحمر. فيرجسون لم يمانع بأن يوبخ أكبر نجومه من قصة حذاء بيكهام إلى روي كين بهدف ألا يحدث ما حدث مع مويس, وفيلايني وكاجاوا, فبيكهام سيرحل عاجلاً أم آجلاً وروني وروي كين وجيجز وسكولز ومن يبقى هو المان يونايتد وهو أمر يدركه السير منذ أن حطت قدماه الأولد ترافورد. اجتهادات كثيرة من هنا وهناك.. ما الذي يحدث مع مانشستر..؟ البعض استغرب لأن مويس يتبع نفس خطة فيرجسون تماماً, البعض الآخر قام بتحليل أدق الأمور التكتيكية وأرجع إليها السبب, ومجموعة أخرى أكدت أن ما يحدث سببه فقدان الروح في آخر 20 دقيقة وهو أكثر تحليل أجده قريباً للواقع واختلافي معه أن الفريق فقد تلك الروح في جميع الأوقات وليس في اخر 20 دقيقة فقط. سر نجاح فيرجسون يمكن تلخيصه في ثلاث كلمات "الالتزام", "حب الفريق", "احترام المدرب" وعلى ما يبدو فإن مويس اهتم بالأمور التكتيكية معتقداً أن عبقرية فيرجسون كانت فقط بالخطط التي يضعها. الجميع يعلم أن مانشستر يونايتد لا يمتلك الكم الهائل من النجوم مثل السيتي أو تشلسي أو الريال أو برشلونة, لكن بكلمات نجاح فيرجسون الثلاث تمكن من التفوق عليهم أو السير جنباً إلى جنب معهم على أقل تقدير. وتخيل معي لو أن فيرجسون كان مدرباً حتى الآن. هيهات يا فيلايني أن تشتم رائحة عشب الملعب بعد فعلتك مع الهاتف الجوال, فما قمت به يدل وبشكل واضح على مدى اهتمامك بفريقك وحبك له..! , وأعتقد أن السير كان سيستبعده ربما حتى نهاية الموسم ولا أستبعد أن يصفعه على وجهه ويلقنه درساً لن ينساه, أما كاجاوا فربما كان عقابه الجري ل50 كيلو متراً بعد تلك الوجبة لو أن السير كان هناك لأن ما فعلته قمة في قلة الالتزام, تلك الأمور لم نكن أو بالكاد سمعنا بها طوال 25 عاماً من تدريب السير لليونايتد. وأخيراً لا أخاف على مانشستر حتى وإن سقط هذا الموسم فأنا على ثقة أن عين السير ما زالت هناك وهي من ستعيد عملاق إنجلترا إلى الطريق الصحيح.