في الشوط الأول من "مباراة الصدارة" مباراة تكررت كثيرًا خلال الأعوام الماضية، ومرة أخرى يتنافس الروسُّونيري والبلاوجرانا على صدارة مجموعة في دوري الأبطال.. في قمة مباريات اليوم الأول من الجولة الثالثة لدور المجموعات في بطولة دوري أبطال أوروبا، يستضيف الميلان صاحب المركز الثاني في المجموعة الثامنة بأربع نقاط منافسه برشلونة الذي يحتل صدارة الترتيب بفارق نقطتين عن الفريق الإيطالي، في لقاء هو الأول من مواجهتين متتاليتين بين الفريقين ستحددان بنسبة 90% المتأهل لثمن النهائي كصاحب المركز الأول. ورغم فارق المستوى الذي يصب إلى حد كبير في صالح برشلونة، فقد تمكن فريق المدرب ماسِّيميليانو ألِّيجري من حصد نتيجتي التعادل في الكامب نو والفوز في السان سيرو خلال العامين الماضيين أمام رفاق ليونيل ميسِّي، وهو بكل تأكيد ما يجعل أي نتيجة ممكنة في المباراة رغم الميول لتوقع انتصار إسباني متوقع من الكثيرين. ميلان يعاني الميلان هذا الموسم من أداء متذبذب للغاية وعروض غير مرضية من قِبَل اللاعبين وخاصة المدافعين والمهاجمين، حيث عانى الفريق من هزيمة ضد فيرونا، تعادلات مخيبة ضد بولونيا وتورينو إضافة للخسارة المواجهات الكبيرة حتى الآن ضد نابولي واليوفنتوس. كما ازداد الطين بلة بخسارة المباراة الودية ضد كان الفرنسي بثلاثية نظيفة في فترة التوقف الدولية. غير أن المتابعون رأوا الكثير من التحسن في فترة المعسكر المغلق الذي فرضه النادي على الفريق الأول بعد الخسارة الودية، وقد ظهرت ثمار ذلك في الفوز الأخير يوم السبت على فريق غير سهل كأودينيزي بهدف نظيف رغم الإيقافات والإصابات التي تلازم التشكيل في كل جولة. قد يبدو الأمر مختلفًا على الصعيد الأوروبي بعد انتصار على سلتيك بهدفين دون رد وتعادل في هولندا مع أياكس بهدف لمثله، لكن من تابع كلتا المباراتين بالتأكيد لم يرَ الفريق الإيطالي في أفضل حالاته، بل شاهد عروضًا تعكس حال الفريق الذي يحتل المركز الثامن في جدول ترتيب السيري آ برصيد إحدى عشرة نقطة بفارق ثمانية نقاط عن يوفنتوس ونابولي صاحبي المركزين الثالث والثاني على التوالي. لذلك لا يمكن من المشجعين انتظار أي شيء سوى تحقيق تعادل صعب أو التمنيات بمباراة مشابهة لذهاب ثمن نهائي الموسم الماضي حين حققوا الانتصار بهدفين دون رد، آملين في أن يتمكن ماريو بالوتيلِّي في المشاركة أساسيًا رغم معاناته من إصابة طفيفة، أن يستعيد أليساندرو ماتري حاسته التهديفية أو أن تعود لكاكا سريعًا ذاكرة التألق من الماضي. برشلونة لا يختلف اثنان على أن هذا الفريق هو المرشح دائمًا لتحقيق الفوز على أغلب المنافسين وهو بطبيعة الحال المفضل لتصدر المجموعة الثامنة في دوري الأبطال، لكن ربما أخذ الميلان بعض الدروس المستفادة من تعادل البرسا دون أهداف مع أوساسونا مساء يوم السبت الماضي في الليجا. لعب المدرب تاتا مارتينو بتشكيل شبه أساسي في تلك المباراة لم ينقصه سوى ميسِّي – الذي شارك كبديل – وداني ألفيش، لكن رغم استحواذ زاد عن ال 75%، لم يتمكن الكتلان من هز شباك الحارس أندريس، بل لم يسددوا على مرماه سوى ثلاثة محاولات .. لا شك أن برشلونة تأثر بهذا التعادل – الذي جاء بعد سبع انتصارات متتالية – على مستوى جدول ترتيب الليجا الذي ما زال يتصدره برصيد 25 نقطة، وذلك بعد اقتراب أتلتيكو مدريد بفارق نقطة واحدة وريال مدريد بفارق ثلاث نقاط. يُمكننا القول أن هذا التعثر قد يكون فرصة من مارتينو لتقييم تجربة قد يواجهها أمام الميلان، لكن بالتأكيد الشيء الظاهر للعيان هو التأثير الذي تركه غياب ميسِّي وصعوبة وجود فابريجاس في خط الهجوم، وهو ما يعني أن المدرب الأسبق لمنتخب الباراجواي سيكون عليه توظيف أطرافه لتحرير النجم الأرجنتيني من أي رقابة قد تلغي وجوده من على أرض الملعب، وبالتالي تلغي معها خطورة برشلونة.