أفسد الحكم محمد بلوط مباراة الوداد الرياضي وحسنية أكادير بقراراته الغريبة، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول دوافع تعيين هذا الحكم، الذي كان موقوفا لأزيد من سنة، بسبب احتجاجه على الشارة الدولية، قبل أن تنزله مديرية التحكيم إلى أقسام الهواة. كان حريا بالمديرية أن تعيده تدريجيا إلى البطولة، بدل أن تسند إليه قيادة مباراة في غاية الأهمية والحساسية، بمساعدة طاقم تحكيم مساعد يفتقد التجربة والتنافسية، ويتعلق الأمر بمحمد فرح وجواد السحمودي من عصبة الوسط الشمالي. ظهر بلوط ومساعداه بمستوى لا يشرف التحكيم المغربي، بسبب قراراتهم غير الصائبة نظير إعلان ضربة جزاء خيالية في الدقيقة 45، لأن أيوب الخالقي لم يعرقل المهاجم الأكاديري الذي كان يستحق الإنذار بسبب التحايل، فيما احتسب مساعداه حالتي تسلل خياليتين في الدقيقتين 62 و82. أما طرد اللاعب سعيد فتاح، فكان مستحقا لتعمده خشونة واضحة في حق أحد لاعبي الحسنية، علما أن الحكم كان عليه احتساب خطأ للوداد قبل طرد فتاح، وهو القرار الذي استفز لاعبي الوداد، فكثرت الاحتجاجات. في المقابل، ظهر الحكم مصطفى عريش بمستوى لائق في مباراة المغرب الفاسي ووداد فاس، إذ أن أغلب قراراته كانت صائبة بتطبيقه القانون، إلا أنه أخطأ، عندما احتسب ضربة جزاء ل"الواف" في الدقيقة 89، والشيء نفسه بالنسبة إلى الحكم عبد الله بوليفة، الذي تغاضى عن ضربة جزاء للدفاع الجديدي أمام الكوكب المراكشي، عندما تعرض المهاجم زكرياء حدراف للدفع من قبل المدافع المراكشي. وتألق يوسف الهراوي في مباراة النادي القنيطري والرجاء الرياضي، كما تألق عادل زوراق في مباراة نهضة بركان وأولمبيك خريبكة. والحق أن زوراق بات مرشحا بقوة لنيل الشارة الدولية، أسوة بسمير الكزاز، بعد احتلالهما المركزين السابع والثامن حسب تصنيف مديرية التحكيم. ويبدو أن منير مبروك ومنير الرحماني سيفقدان شارتيهما الدولية، بحلولهما في المركزين 11 و12، وهو التصنيف الذي لم يرق أحد أعضاء المديرية، الذي خرج من أحد الاجتماعات غاضبا، لأنه لم يستسغ تصنيف "مدلليه" في مركزين متأخرين، وبالتالي فقدانهما الشارة الدولية. أما بخصوص الحكام المساعدين، فإن بن بابا وبوحميدة مرشحان لحمل الشارة الدولية، لتعويض بوعزة الرواني وميمون البقالي، الذي لم يجتز الاختبارات البدنية بنجاح. ويبدو أن اعتماد المديرية في تصنيفها على السلم المتحرك، أي منح الشارة الدولية للأوائل حسب العطاء والمردودية، سيلقى معارضة من "نيران صديقة"ّ، ممن تدفع بحكام على حساب آخرين أكفاء. إن المديرية ملزمة بالدفاع عن قناعتها، حتى لا يقال إنها مجرد آلة في يد شخص يتحكم في دواليبها. حميد الباعمراني (حكم متقاعد)