الطموح قد يصل بصاحبه إلى أعالي السماء، لكن في الوقت نفسه قد يفقده توازنه ويهوي به إلى الأرض السابعة، ويجعله في موقف لا يحسد عليه، وإذا كان من عادة المدربين في العالم أجمع أن يعبروا عن أمانيهم، وأحلامهم في كل وقت وحين، فإن هذه الأحلام قد تتحول إلى كوابيس إذا لم تكن منطقية، وتفتقد إلى رزانة العقل، وهذا ما ينطبق على السيد إيريك غيريتس الذي فرح كثيرا بتعادله أمام منتخب إيرلندا الشمالية، في المباراة الودية الأخيرة، حين أعلن لإحدى المجلات الفرانكفونية أنه سيبلغ نصف نهائي كأس العالم المقرر في البرازيل عام 2014، وهذا بعد أن يكون عبر كل منتخبات القارة السمراء، وفاز بكأسي أمم إفريقيا لسنتي 2012 و2013، وقدم لكل المنتخبات السمراء دروسا في كرة القدم. طبعا من حق غيريتس أن يحلم كيفما يشاء على الأقل لتبرير مقولة المدرب الكبير التي تغنّى بها المسؤولون المغاربة حتى قبل التعاقد معه، لكن هل من حقه أن يستفز مشاعر الشعب المغربي ؟؟، فما تفوه به يدخل في هذا الجانب، وأكثر من ذلك فهو نوع من الضحك على الذقون، لأنه ليس هناك مدرب واحد يحترم نفسه يمكن أن يصرح بمثل هذا التصريح، خصوصا أنه تفصلنا عن كأس العالم أربع سنوات، ولا نعرف هل سيستمر في منصبه حتى هذا التاريخ أم لا ؟، كما أنه في غمرة الانتشاء بالملايين التي سيجنيها من جامعة الفاسي الفهري، نسي أن المنتخبات الأخرى لن تقف عند هذا الحد بل إنها ستطور إمكانياتها من أجل أن تكون في الموعد العالمي، إذن على من يضحك غيريتس ؟؟. الغريب في الأمر أن المدرب الذي أقام الدنيا قبل حلوله بالمغرب لم يتورع في التحول إلى أستاذ يقلم أظافر تلامذته، خلال ندوة صحافية عقدها على هامش مباراة المنتخبين المغربي والإيرلندي الشمالي، حيث طلب من الصحافيين توجيه أسئلة محددة، ربما لأنه أراد تفادي الكثير من الإحراج، وهو ما يتنافى مع مرامي اللقاء الصحافي الذي يكون في الغالب مفتوحا على كل المواضيع، لقد سقط غيريتس في أول امتحان، وأعاد للمغاربة صورا ألفوها عن مدربين يأتون إلى المغرب محملين بكثير من الوعود والأماني التي تسقط في الغالب عند أول الطريق، قبل أن يغادروا محملين بالأموال والهدايا والذكريات الجميلة عن بلد تعود على إكرام ضيوفه الأجانب. من يسعي لإثارة الفتنة داخل جماهير الوداد و يحثها لمقاطعة الديربي !؟ إنهزم فريق فينور روتردام الهولندي بحصة اعتبرها البعض بالخيالية ضد ب.س.ف إندهوفن 10 أهداف لصفر.. وبالرغم من الهزيمة امتلأ ملعب فينورد عن آخره حين استقبل فريق (فيليو) وظلت الجماهير وفية لفريق فينورد، وبفضل هذا الدعم المعنوي القوي للجماهير خرج فينورد متفوقا ب 3-0 ...بالرغم من الضائقة المالية الخطيرة التي يعيشها الفريق..!؟ أما عندنا فقد انهزمت الوداد بحصة 0-3 أمام النادي الإفريقي.. وبدأ الجميع يحلل هذه الهزيمة التي تعتبر في الحقيقة قاسية وضربة موجعة لفريق كبير إسمه الوداد..ولعل أصابع الاتهام نحو "الشوشو ديال الفرقة" بمعني آخر "اللاعبين الواعرين" ديال الوداد...الراغبين في إسقاط المدرب وتقليم أظافره...ولم تقف هذه الرجة العنيفة داخل البيت الودادي..بل استغله البعض لركوب هذه الأزمة العابرة...لتقويض كل مجهودات مكوناته..بل إن هناك أيادي تسعي جاهدة لحث الوداديين عدم الحضور الديربي وكأن هزيمة الإفريقي تعني نهاية العالم ونهاية الوداد..في حين علي الجمهور الودادي أن يقف مساندا وعضدا قويا...وسندا أساسيا لفريق الذي هو بحاجة ماسة لجماهيره الرائعة...فمن يسعي إذن لإثارة الفتنة داخل القلعة الحمراء ويحثها علي مقاطعة الديربي ؟؟ ألا يعتبر هذا جرما في حق الكرة الوطنية المكلومة...!؟ الفريق الوطني المغربي وقصة التراجع في ترتيب الفيفا مرة أخرى نعود للحديث عن التصنيف العالمي للفيفا للمنتخبات، فالفريق الوطني المغربي وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن يتقدم خطوات للأمام هاهو يتراجع ثلاث مراكز للوراء دون سابق إنذار، وهو التراجع الذي يزكي الحالة العامة التي وصل إليها، فالنخبة الوطنية التي كانت تحتل من قبل المركز 77 أضحت تحتل المركز 80، وهو مركز لا يليق بتاتا بالكرة المغربية التي هي في حاجة ماسة إلى قفزة نوعية حتى تسترد عافيتها، لكن الغريب في الأمر أن منتخبات كانت إلى وقت قريب تقبع في قاع البئر أصبحت تتقدم علينا مراكز عديدة في ترتيب الفيفا من أمثال : مالاوي وبينين وأوغندا و بوتسوانا ومالي واللائحة طويلة بطبيعة الحال.. ترتيب الفيفا هذا يعكس بوضوح الوضعية الصعبة التي وصل إليها فريقنا الوطني المغربي الذي إذا ما استمر على هذا المنوال فسيجد نفسه في مراكز أخيرة، وقتها سنجد حتى منتخب الوقواق يتقدم علينا..لكن الغريب في الأمر أن هناك من يقول العكس...ممن يبيعون الوهم للمغاربة ممن يقولون على أن العام زين..ممن لا يهمهم حال النخبة الوطنية التي على المسيو إيريك غيريتس أولا أن يحسن من ترتيبها ثم بعدها عليه أن يحلم و أن يمني النفس بما يريد ووقتما يريد دون أن يزعجه أحد أو أي شيء من هذا القبيل يا سلام على الديربي هذا الأحد ستكون مدينة الدارالبيضاء على موعد مع الديربي 109، وهو الديربي الذي يتابعه كل المغاربة دون استثناء، لما له من أهمية وقيمة كبيرة في نفوس الجميع لكن ما يتمناه الجميع هو أن يمر الديربي في أجواء رائعة وروح رياضية على اعتبار أنه يعكس الصورة الحقيقية للكرة الوطنية التي توجد في منعطف حاسم، وإذا كانت الجماهير الرياضية ستتمتع بفرجة كروية لا مثيل لها فإن هذه الجماهير مطالبة بأن تكون في المستوى كما عودتنا على ذلك دائما وأبدا حتى يمر الديربي في حلة جيدة كيفما كانت النتيجة لأن الرابح الأكبر هو الكرة المغربية التي تفتخر بكونها تتوفر على ديربي من هذا الحجم وهذا المستوى..نتمنى صادقين أن يكون عرسا كرويا رائعا وبكل المقاييس والمعايير حتى نؤكد للجميع على أنه لنا ديربي يوازي باقي ديربيات العالم فواصل رياضية - الأولمبيون المغاربة ليسوا على ما يرام ولعل إقحام فيربيك نفسه في صراعات مع اللاعبين لا يبشر بالخير في رحلة البحث عن تذكرة المرور إلى أولمبياد لندن 2012. - حسنا فعل فريق الجيش الملكي عندما استغنى عن عزيز العامري وتعاقد مع المدرب مصطفى مديح الذي حتما هو من سيقود الفريق العسكري في الاتجاه الصحيح. آخر الكلام وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.