بعد التخفف من المسؤولية المحلية والوطنية، والتفرغ للعمل الوطني الإصلاحي والتنموي في إطار *المبادرة الوطن أولا ودائما* ألتقي خلال جولاتي وأسفاري بالكثير من المواطنين من مستويات واهتمامات مختلفة داخل الوطن وخارجه، وأتحاور مع الكثير من الفاعلين من الباحثين والمهنيين والمثقفين والإعلاميين والأطر والجمعويين وغيرهم. وبقدر ماأزداد معرفة بالتحديات والإكراهات والتراجعات والمعاناة، المجالية والاجتماعية والاقتصادية والفئوية، والتي نحاول أن نتعاطى معها ونبادر ونقترح للتخفيف منها ومعالجتها ضمن لقاءاتنا في محطات مختلفة سابقة وحالية ومستقبلية، للتشاور والتعاون والتقييم والتقويم بمواجهة المتسببين فيها خاصة الكسالى والمفسدين الذين تسللوا إلى المسؤولية والتدبير المحلي والوطني. بقدر ذلك والذي سنتطرق له بدءا بموضوعي الشباب والهجرة، بقدر ما أزداد اعتزازا بمغربيتي وانتمائي لهذا الوطن، وأزداد سعادة برسوخ وتوسع معاني ومظاهر الخير والإخلاص له والغيرة عليه. فكثير من المواطنين بل أغلبهم يهرعون إلى مبادرات الخير والتضامن في السراء والضراء. فحتى البسطاء منهم والفقراء يقدمون ما يستطيعون لجيرانهم وأهلهم وأصدقاءهم. وكثير من الأطر بل أغلبهم حتى ولو كانوا يحتجون على الإقصاء وظروف العمل وتأخر الترقية، يتورعون عن الفساد والرشوة ويحرصون على القيام بواجبهم لخدمة المواطن والوطن. وكثير من النخب بل أغلبهم حتى التي توارت إلى الخلف أو يكاد يصيبها التشاؤم تلتمس طريقا للخير يتطلب تجديد ثقتنا بها للإسهام في رفعة الوطن لا سيما أنها ترى عوادي الزمن والتحديات القاسية والتوترات المحيطة ببلادنا. وكثير من التجار والحرفيين والفلاحين بل أغلبهم حتى الذين لا يربحون كثيرا أو يعانون من قلة الاهتمام، يرفضون الغش ويحرمونه على أنفسهم ويخصصون نصيبا من أرباحهم للفقراء ولتنمية دوائرهم. وكثير من المقاولين بل أغلبهم حتى الذين يشتكون من ظلم الإدارة وتأخر التراخيص يخصصون شققا للأسر المحتاجة وللأرامل أو يخصمون من أثمنتها كما يقومون بتسهيلات في الأداء ويتبرعون لبناء المساجد والمؤسسات الإجتماعية. والكثير من الأساتذة بل أغلبهم حتى المعينين في مناطق بعيدة، يحرصون على تقديم الأفضل لتجويد التدريس ويخصصون ساعات للدعم والتوجيه للتلاميذ المحتاجين لذلك. والكثير من مغاربة العالم بل أغلبهم بما فيهم الذين هاجروا في ظروف قاسية أو ينتقدون الدولة، يقدمون الكثير للدفاع عن الوطن ومصالحه وتنميته ومساعدة مناطقهم ودعم أسرهم والجالية والمحتاجين. والكثير من النساء بل أغلبهن حتى الأرامل والتكالى يتقدمن الصفوف الأولى في المبادرات الوطنية والاجتماعية والعمل الجمعوي في المدينة كما في البادية، ويتعبن من أجل أسرهن ويقدمن العون بما استطعن إليه سبيلا . الكثير من الشباب بل أغلبهم حتى الذين كاد أن يصيبهم اليأس أو يشتكون من الحݣرة أو تحيط بهم برامج التفاهة، يتفاءلون ويبحثون عن أبواب العطاء وتنمية الذات والتضامن ويأملون الاهتمام من الدولة. إنها التمغربيت المتأصلة في الشعب المغربي العظيم، الذي يخرج أفضل ماعنده حتى في أصعب الأوقات، فهو يستحق الأفضل من السياسات والبرامج، والاهتمام من المسؤولين والمدبرين. انتقدوا وأنصحوا فذلك واجب لكن لا تنشروا اليأس. والخير أمام. عزيز رباح الأحد 14 شتنبر 2024