فن البونساي هو فن تربية الأشجار في أصوص، ولكن لا تقتصر أهميته على كونه فن يسمح بزراعة الأشجار داخل المنزل وفي مساحات صغيرة فحسب، بل انه يساعد على اكتساب القدرة على الاعتراف بأهم الأشياء في الحياة، فضلا عن انه يعمل على مكافحة التوتر. عناصر :. — - أي إنسان لديه قدر من المشاعر يستطيع تربية أشجار البونساي بقيامه بكسر حاجز الخوف، نظرا لأن الخوف هو السبب الرئيسي وراء موت هذا النوع من الأشجار. — - ثمة أشخاص يتعاملون بشكل غريب مع أشجار البونساي وينسون أنهم يتعاملون مع نباتات، ومن بينهم حتى هؤلاء الذين يتعاملون بحرص مع النباتات بشكل عام. — - 90% من المشكلات التي تعاني منها أشجار البونساي سببها أساليب الري غير السليمة. — - الشخص الذي يتعلم كيف يراعى أشجار البونساي، يتلقى أيضا عددا من الدروس التي تساعده على العيش بشكل أفضل. يعرف فن "البونساي" الياباني على أنه فن تربية الأشجار في أصوص ويتم منع السمادات المساعدة للنمو عنها كما تقلم الجذور لعدم وجود إمكانية للتوسع. وخلال عملية النمو يتم تشذيب البراعم الصغيرة وتحنى الأغصان بحيث تميل نحو الأرض، وفي النهاية لا يتعدى طول الشجرة الواحدة 60 سم. ويمكن الحصول على الأشجار البونساي عن طريق ألباب أنواع مختلفة من الأشجار، إلا أن أكثرها ملائمة هي ذات الطبيعة الصمغية مثل أشجار الصنوبر. ولا يقتصر هذا الفن على اليابان فحسب، بل هناك العديد من الخبراء في جميع أنحاء العالم يقومون بممارسته وتعليمه للآخرين كما انهم يسعون لتطويره ومن بينهم، الخبير الإسباني دابيد بينابينتي المعروف على المستوى العالمي بعشقه لفن البونساي. فيخصص بينابينتي جزءا من وقته من أجل توجيه الراغبين في تعلم هذا الفن أو لأولئك الذين لا يعرفون شيئا عن كيفية زراعة الأشجار داخل الأصوص وكيفية تهذيبها. ويشارك الخبير الإسباني، بالإضافة إلى قيامه بتنظيم معرض لحديقته التي قام بتشكيلها وتهذيبها، في تدريس هذا الفن من خلال دورات وحلقات دراسية، إلى جانب نخبة من المتخصصين، وذلك كله بهدف نشر هذا الفن. وفي هذا الصدد أوضح بينابينتي، الذي نجح في إقامة حديقة يابانية بالقرب من مدريد، أنه "يصارع من أجل تجنب أن يعيش هذا الفن في بيئة مغلقة". ويمكن لعشاق الطبيعة بشكل عام ومحبي فن "البونساي" بوجه خاص الاستمتاع داخل الحديقة بمكان هادئ، يساعد على تأمل بعض الأنواع المتميزة من الأشجار التي زرعها بينابينتي بنفسه مثل الصنوبر والأزاليا. وأوضح الخبير الإسباني أن "الحديقة تعد مكانا مميزا وهي تمثل فضاء يساعد الأشخاص على التمتع بمجموعة أشجاري، بالإضافة إلى الاسترخاء والهروب من المشكلات التي يعاني منها سكان المدن والتي من شأنها أن تلقى بظلالها على كل جوانب حياتنا". وقال الخبير إنه من الممكن العثور بسهولة على أشجار البونساي بأسعار في متناول اليد، ولكنه حذر من شراء مثل هذه الأشجار من المراكز التجارية غير المتخصصة. وأفاد بينابينتي أن أي إنسان لديه قدر من المشاعر بمقدوره تربية أشجار البونساي بقيامه بكسر حاجز الخوف، مبرزا أن "الخوف هو السبب الرئيسي وراء موت أشجار البونساي كما أنه يقتلنا نحن البشر" وأضاف "ثمة أشخاص يتعاملون بشكل غريب مع أشجار البونساي وينسون أنهم يتعاملون مع نباتات". وأضاف أيضا أن "بعض الناس يتعاملون بحرص مع النباتات رغم هذا يواجهون أيضا صعوبات في التعامل مع أشجار البونساي" . وشدد بينابينتي على أهمية الري في عملية رعاية أشجار ال"بونساي"، مشيرا إلى أن 90% من المشكلات التي تعاني منها هذه النباتات سببها أساليب الري غير السليمة. وأكد الخبير الإسباني على أهمية أن يكون التعامل مع هذه الأشجار على أنها نباتات عادية، وفيما يخص الري، فإن التربة سوف تكشف عن ما تحتاجه، فإذا كانت الأرض جافة يجب أن يتم ريها ولو كانت لا تزال رطبة فهي بالطبع مرتوية ولا تحتاج للمياه، مضيفا "لذا يجب متابعة الشجرة بشكل يومي". وبهذا عندما يعتاد الشخص على هذه الأشجار يجد نفسه وقد اقتحم عالما خلابا تتداخل فيه المعرفة بعلم الحدائق وعلم النبات من خلال تقنيات تهدف للعثور على الجمال عبر اتباع سلسلة مختلفة من أنماط الأشجار وبضعة مبادئ فلسفية شرقية، ومن يستيطع امتلاك هذا العالم، فإنه قد يجد في أشجار البونساي علاجا رائعا لمكافحة التوتر الذي يسببه إيقاع الحياة اليومية السريع. وفي سياق متصل قال الخبير إن الشخص الذي يتعلم كيف يراعى هذه الأشجار، يتلقى أيضا عددا من الدروس التي تساعده على العيش بشكل أفضل. وأكد بينابينتي أن فن البونساي يعلمنا من خلال الأشجار " أن نزيل كل ما هو زائد من أجل العثور على جوهر الجمال الحقيقي، فالحياة مثل هذه الأشجار، يجب أن نزيل منها كل زيادة وأن نتمكن من الاعتراف بالأشياء المهمة حقا". (إفي) قسم الريبورتاج. خوان ماريا كالبو. أعدهب العربية : محمود عباس. م ب/ ر س/ م ز شجرة صنوبر بري مزروعة على طريقة البونساي. الحديقة التي اقامها دابيد بينابينتيي من أشجار البونساي بالقرب من مدريد. الحديقة التي اقامها دابيد بينابينتيي من أشجار البونساي بالقرب من مدريد. دابيد بينابينتيي ومعه شجرة من نوع الأزاليا.