بلغ رقم معاملات التبغ ( السجائر) إلى 14 مليار درهم متم نهاية السنة الحالية.وقالت مصادر موثوقة إنه على الرغم من تحرير القطاع قبل ثلاث سنوات فإنه لازال يعاني من التهريب، مشددة على أنه لا يكاد يمر يوم من دون أن يسجل عدد مستهلكي السجائر بالمغرب ارتفاعا. وأكدت المصادر على أنه بالرغم من تراجع رقم معاملا ت هذا القطاع بنحو مليار درهم مقارنة مع 2012 التي بلغ فيها هذا الرقم إلى 15 مليار درهم و بسنة 2010 التي بلغ فيها إلى 15.09 مليار درهم،فإن نسبة المدخنين ارتفعت في المغرب بمستوى قياسي إلى درجة أن المغاربة اعتبروا في الأشهر الأخيرة على رأس قائمة المستهلكين داخل حوض البحر البيض المتوسط. وأكدت المصادر المذكورة على أن نسبة المغاربة الذين يدخنون مرة على الأقل في الأسبوع قدرت في 19 في المائة من مجموع ساكنة المغرب، في الوقت الذي بلغت فيه نسبة المدمنين على استهلاك السجائر إلى 15 في المائة، وهي نسبة تبقى أقل مقارنة مع عدد المدمنين على تدخين السجائر في بعض بلدان العالم العربي، حيث ترتفع نسبة هؤلاء في الأردن مثلا إلى 29 في المائة من إجمالي سكان هده البلاد قاطبة،وذلك في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة مستهلكي السجائر(المدخنون) في سوريا قرابة 25 في المائة و بالضبط إلى 24.7 في المائة من إجمالي السكان،بينما يرتفع عدد المدخنين في تونس إلى قرابة 24 في المائة وبالضبط إلى 23.7 في المائة، في الوقت الذي يتوقف فيه معدل المدخنين في مصر، بعدد سكانها الكبير، عند 23.5 في المائة. بلغة الأرقام ،وحسب نفس المصادر، واستنادا إلى إحصائيات رسمية فإن الإدمان على تدخين السجائر يرتفع في المغرب بنسبة أكثر لدى الفئة النشيطة، أي لدى الشباب الذين تتحدد أعمارهم في الفئة العمرية لأقل من ست وثلاثين (36)سنة،حيث أفادت المصادر ذاتها على أن هده الفئة العمرية التي تمثل قرابة خمسين في المائة ،و بالضبط 47 في المائة، تستهلك وحدها ما يناهز ثمانية عشر(18) مليار سيجارة في السنة الواحدة. مما يعني بحساب النسب المئوية أن 15 مليون و 312الف و600 مغربي من أصل 32 مليون 580 ألف، مستهلكون للسجائر أي مدخنون.وشددت المصادر ذاتها على ان 40 في المائة فقط من مجموع السجائر التي تستهلكها هده الفئة العمرية ( المدخنون ذو ستة و ثلاثين سنة وما دون )هي التي يتم تسويقها عن طريق العلب في الوقت الذي يتم فيه تسويق نسبة الستين في المائة المتبقية عبر التقسيط أي عبر السيجارة الواحدة. وحسب نفس المصادر فإن الفئة العمرية التي تتحدد فيها الأعمار بين 10 سنوات و 15 سنة تمثل 13 في المائة من إجمالي المدخنين وهو ما بعني إدمان حوالى نصف مليون طفل على تدخين السجائر.. وعلى الرغم من وجود قانون يمنع التدخين في الأماكن العمومية ،فإن معدل التدخين يزيد في الارتفاع أمام عدم تطبيقه وتنفيذه . وعلى الرغم كذلك من تحذيرات وزارة الصحة و فعاليات المجتمع المدني بخطورة التدخين على صحة المواطنين،إذ تفيد إحصائيات وزارة الصحة بأن80في المائة من حالات الإصابة بسرطان الرئة سببها التدخين،كما أن حالات سرطان الحنجرة والفم والمتانة لها علاقة مباشرة بالتدخين، إلا أن الإدمان على التدخين يواصل منحاه التصاعدي . إلى ذلك أكدت مصادر إعلامية متطابقة على أن معدل استهلاك السجائر لدى الفرد الواحد يرتفع إلى 16 سيجارة في اليوم الواحد،بينما تم التأكيد على أن المدخن المغربي الواحد ينفق يوميا ما بين خمسة عشر و أربعة و عشرين درهما يوميا. وارتفاع استهلاك السجائر لدى المغاربة يعني الرفع من معدل المساهمة في الناتج الداخلي السنوي للاقتصاد الوطني وهو ما يفسره ما أكدته دراسة ميدانية حول يبع التبغ والسجائر، حيث خلصت إلى أن الاستهلاك الوطني للسجائر بلغ قرابة 18 مليار سيجارة ، منها 14,65 مليارا مصدرها السوق المحلية، والباقي عبر التهريب الذي يشكل 20% من السوق. محمد عفري