دعت "الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة الحق في الحياة" عبد الإله بنكيران إلى الإسراع بالتصديق على الاتفاقية الإطار للمنظمة العالمية للصحة المتعلقة بمحاربة ومكافحة التدخين والتبغ وتفعيل إجراءاتها. وكشف تقرير أصدرته الشبكة، أن المغرب يعد أحد أكبر مستهلكي الدخان في المنطقة المتوسطية، حيث يستهلك ما يزيد عن 15 مليار سيجارة في السنة، وقدر التقرير انتشار التدخين بنسبة 18% لدى المغاربة البالغين 15 سنة فما فوق، وبنسبة 41% لدى الساكنة التي تتعرض للتدخين السلبي، وهو ما يؤدي إلى أمراض مختلفة منها على الخصوص سرطان الرئة بنسبة 31.5% من الرجال و3.3% من النساء. وأشار التقرير إلى أن التدخين يعد سببا لتعاطي المخدرات بشتى أنواعها بما فيها استهلاك حبوب الهلوسة (336 ألف وحدة تم ترويجها هذه السنة)، فضلا عن عشرات الآلاف من علب السجائر المهربة التي تدخل عبر الحدود الجزائرية والموريطانية. واتهمت الشبكة في تقريرها الصادر على هامش المناظرة الوطنية التي تنظمها، اليوم الأربعاء، وزارة الصحة بشراكة مع مؤسسة للاسلمى لمحاربة السرطان، الحكومة بالبحث عن الموارد المالية على حساب الصحة العامة، بالنظر إلى الأرباح الضريبية التي تجنيها من تجارة التبغ، موضحة أن المغرب يعد البلد الوحيد في إقليم الشرق العربي الذي لم يصادق بعد على الاتفاقية الإطار للمنظمة العالمية للصحة المتعلقة بمحاربة ومكافحة التدخين والتبغ إلى جانب دولة الصومال. وقالت الشبكة إن المغرب ورغم توفره على قانون يمنع الإشهار والدعاية للتبغ ومنع التدخين في الأماكن العمومية منذ أبريل 1991 (القانون رقم 15 91)، الصادر بالجريدة الرسمية عدد 4318 بتاريخ 2 غشت 1995 والذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ 3 فبراير 1996 وتم تعديله في يوليوز 2008، فإنه على مستوى الواقع ظل دون تنفيذ، موضحة أن الحكومة لم تعمل على تفعيل أية إجراءات لمكافحة آفة التدخين، من جهة بسبب غياب الإرادة السياسية لدى المسؤولين وخضوعهم لضغط اللوبي المصالحي المستفيد من الوضع الذي يجتهد في الحيلولة دون تفعيل هذا القانون، ومن جهة ثانية عرقلة وتعطيل قرار مصادقة المغرب على الاتفاقية الأممية وجعلها سجينة الأمانة العامة للحكومة. وأوضحت الشبكة أن هاجس الحكومة الأول تحرير قطاع التبغ بعد خوصصته، مع ما ستجنيه من أرباح هامة عبر الضرائب والرسوم التي ستفرضها على استهلاك السجائر، فيما نفس الحكومة لم تحرك ساكنا لبرمجة المصادقة على الاتفاقية الأممية. يذكر أن استهلاك التبغ، حسب تقرير للمنظمة العالمية للصحة، يشكل سببا رئيسيا للوفاة والاعتلال والفقر حيث إن تعاطي التبغ يعد من أكبر الأخطار الصحية التي شهدها العالم على مر التاريخ، فهو يودي، كل سنة، بحياة 6 ملايين نسمة تقريباً، منهم أكثر من خمسة ملايين ممن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600000 من غير المدخنين المعرضين لدخانه بشكل غير المباشر، ويقضي شخص واحد نحبه كل ست ثوان تقريباً من جراء التبغ، مما يمثل عشر وفيات لدى البالغين.