تعتبر الزيارة التي سيقوم بها جلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدةالأمريكية، ابتداء من يوم 22 نونبر الجاري، الزيارة الرسمية الأولى للعاهل المغربي لواشنطن منذ انتخاب باراك أوباما رئيسا لبلده، والثالثة التي تمت بعد سنتي 2000 و2002، حيث تم خلالها تخصيص استقبال كبير للملك من طرف الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش. من المنتظر أن يتم التطرق خلال هذه الزيارة إلى مواضيع ذات صلة بمحاربة التطرف العنيف، ودعم عمليات الانتقال الديمقراطي، وتطوير التنمية الاقتصادية بمنطقتي إفريقيا والشرق الأوسط؛ كما ستشمل المحادثات بين رئيسي البلدين تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك بغية رفع درجة التنسيق والتعاون الثنائي المغربي الأمريكي إلى مستوى أعلى، واتخاذ مبادرات مشتركة لمواجهة التحديات التي تواجهها إفريقيا والشرق الأوسط، والوقوف في وجه مخاطرالتطرف والإرهاب إلى جانب التطرق لقضية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية خاصة بعد الإصلاحات والمبادرات التي قام بها المغرب على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والحقوقية والاجتماعية والتي نالت الدعم والإعجاب من طرف الدول الديمقراطية، ومن بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية. من جهة أخرى، تأتي زيارة العمل الملكية في إطار تعزيز الروابط التاريخية والاستراتيجية التي تجمع بين البلدين الصديقين منذ أكثر من قرنين، والمزيد من تقوية العلاقات الخاصة التي ربطت على الدوام الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية. كما أن هذه الزيارة من شأنها أن تعطي دفعة قوية لعلاقة الشراكة المتميزة التي تجمع البلدين في مختلف المجالات، ونفسا جديدا للحوار الاستراتيجي الثنائي. للتذكير، فإن المغرب يعتبر أول دولة مستقلة وذات سيادة تعترف باستقلال أمريكا، حيث أن المغرب اعترف رسميا بالولاياتالمتحدةالأمريكية يوم 20 فبراير 1778 قبل التوقيع على اتفاقية باريس التي وضعت حدا لحرب الاستقلال الأمريكية يوم 3 شتنبر 1783. ووقع البلدان معاهدة صداقة بينهما سنة 1796. وقد أثار الرئيس أوباما هذا الموقف التاريخي في خطابه بالقاهرة، في يونيو 2009 حين قال بأن أول بلد يعترف باستقلال بلده ينتمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، هو المغرب. تجدر الإشارة إلى أن المملكة المغربية تعتبر عضوا داخل الدائرة الخاصة بالحلفاء الأساسيين للولايات المتحدةالأمريكية من خارج الحلف الأطلسي، وذلك منذ سنة 2004.