يشن حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال هجوما لاذعا ضد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران واصفا إياه بالمراوغ الذي سلك طريق الطغيان والاستكبار، واعتبر شباط في كلمة ألقاها خلال اجتماع المجلس الوطني لحزب الاستقلال أول أمس السبت بالدارالبيضاء، حكومة بنكيران الثانية الأسوأ في تاريخ المغرب الحديث. وأكد شباط أن المناضل الاستقلال ليس من طينة الذين لا تمثل لهم القيم سوى أقنعة يلبسونها وهم عنها مرتدون في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية حليفه السابق، متهما في الوقت نفسه إخوان بنكيران بأنهم أفرغوا النضال من مضمونه الجوهري ونبله الفكري، واتخذوا الحرباء مثالا في السياسة، يتلونون ولا يستقرون على مذهب، وقال الزعيم الاستقلالي إن حزبه أبدى تشبثه بالدفاع عن المكتسبات الديمقراطية، التي راكمها الشعب والقوى الحية، ورفض استعمال عصا القمع والتضييق على الحريات والأرزاق كيفما كان نوعها أو مصدرها، ومقاومته التقهقر والرجوع إلى عهود الانحطاط السياسي، مشددا على أن "الحكومة انتهجت أسلوب الأذن الصماء تجاه الاقتراحات والحلول والبدائل التي تقدمنا بها"، موضحا أن بنكيران يعاني من عجز فادح في استيعاب الأوضاع الجديدة، ومن نقص في التكيف مع المتغيرات المتسارعة، ويفتعل الغموض واللبس، لأنه لا يمتلك أجوبة حقيقية، ولا يحمل رؤية إصلاحية. وقال شباط مهاجما العدالة والتنمية، "إن العمل الحزبي في مفهومنا، ليس ظاهرة صوتية، تختزل في إطلاق الكلام على عواهنه، ولا مجالا يقبل اتساع الفجوة بين الخطاب والممارسة، ولكنه ورش مفتوح لإنتاج الأفكار الممكنة التطبيق، والرؤى التي تترجم إلى برامج واضحة وسياسات مدروسة قابلة للإنجاز. ونبه شباط إلى أن الحكومة "لا تعير أهمية كبرى لعامل الوقت ولتدبير الزمن السياسي، ولا تعتبر تشغيل المعطلين من بين أولوياتها، وتجعل منهم، عن قصد أو عن غير قصد، وقودا احتياطيا يهدد السلم الاجتماعي"، مبرزا أن يدها "امتدت مرارا إلى جيب المواطن البسيط لتجاوز ما تخلقه من أزمات بسوء تدبيرها". من جانبه، قال ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن عبد الإله بنكيران يسير بالبلاد إلى الوراء، من خلال جملة من التراجعات التي تم تسجيلها سواء خلال النسخة الأولى من الحكومة، أو من خلال النسخة الثانية التي لا يبدو أنها تحمل أي جديد في ظل استمرار نفس التراكمات، وأشار لشكر في كلمته خلال انعقاد اجتماع اللجنة الإدارية لحزب الوردة، أول أمس السبت بالرباط، إن مشروع قانون المالية الذي وضعته الحكومة أكبر دليل على سياسة الحكومة اللاشعبية، والتي تسعى إلى ضرب القدرة الشرائية للمغاربة، من خلال البحث عن الحلول السهلة، موضحا أن بنكيران تراجع بشكل خطير عن المكتسبات الديمقراطية التي حققها المغرب، كما أنه أنتج خطابا سياسيا قوامه الهيمنة والسعي إلى التحكم في مفاصل الدولة، داعيا في الوقت ذاته إلى تشكيل جبهة تضم أحزاب المعارضة لمواجهة هذه الهيمنة والحفاظ على المكتسبات الديمقراطية. وفي سياق آخر، أعلن حزب الأصالة والمعاصرة، عن قراره تشكيل جبهة في داخله للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وقضية الصحراء، والتي سيناط بها حشد كل أنواع الدعم لها وتتبع تطوراتها عن كثب، وقال الأمين مصطفى بكوري، الذي أعلن عن إحداث هذه الجبهة بمناسبة انعقاد الدورة ال16 للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة بالصخيرات، إن إحداث هذه الهيئة يأتي في سياق تطورات قضية الوحدة الترابية للمملكة المتسم بمواصلة المفاوضات بين الأطراف المعنية تحت رعاية الأممالمتحدة. كما ذكر بمصادقة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على نموذج جديد للتنمية الجهوية المندمجة للأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن هذه المعطيات الجديدة تتطلب الكثير من التتبع اليقظ والمواكبة المستمرة والتعبئة المنتظمة، من أجل تحصين الوحدة الترابية للمملكة ومواصلة إدراجها ضمن المشروع المجتمعي الديمقراطي التنموي للبلاد. من جهة أخرى، سجل بكوري أن الدورة ال16 للمجلس الوطني للحزب تنعقد في سياق سياسي يرتبط بإعادة تشكيل الحكومة في نسختها الثانية وتقديمها لمشروع قانون المالية "الذي تؤكد محاوره الكبرى أنه، كسابقيه، مفكك ولا تؤطره استراتيجية اقتصادية وطنية شاملة".