ما موقف مدام المجاطي واللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين من مواقف المتطرف المصري هاني السباعي بعد مهاجمته لمهرجان موازين ومن خلاله المغرب؟ لقد بث هاني سيد يوسف سُباعي، منفي بإنجلترا، ومحكوم غيابيا بالسجن المؤبد من قبل قضاء بلده، مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية"، الكائن بلندن، تسجيلا بالفيديو (مدته 11 دقيقة و49 ثانية) من خلاله بث هذا الأخير انتقادات لاذعة بخصوص تنظيم المغرب لمهرجان "موازين" تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وبدعم من حكومة إسلامية. وبنبرة مشبعة بالسخرية، لام هاني سيد يوسف سُباعي المملكة، أرض الإسلام والحضارة بامتياز وبقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، بالسماح إلى "فاسدين" و"شواذ جنسيا" من بين العرب والغربيين، بالظهور في عروض هذا المهرجان والحصول على مبالغ خيالية، في وقت يوجد فيه المغرب بحاجة كبيرة، من أجل تشغيل آلاف حملة الشهادات المعطلين وكذا الحصول على العلاجات للمرضى المحتاجين. ونسي هذا المعتوه أن مهرجان موازين يمول من مداخيل التذاكير والإشهار والاحتضان ولكنه الجهل الإسلاموي في كل مكان. ولجوءًا منه كل مرة إلى الرجوع إلى صفة أمير المؤمنين، يشير هاني سيد يوسف سباعي إلى كون عدد المتفرجين الذين تتبعوا هذا المهرجان قد تراوح إلى حوالي 3 ملايين متفرج، والذي من شأنه أن يجعل من هذا المهرجان قبلة جديدة للحج بالنسبة للمسلمين، بحجة أن حتى مكة لا تصل إلى مثل هذا العدد. إن المقارنة بين الموقفين فيها نوع من الحمق، حيث الحج مكان للعبادة فرضه الله على المسلمين القادرين، أي من استطاع إلى ذلك سبيلا، والمهرجان هو مكان لتفاعل ثقافات وحضارات الشعوب وهي حركة مستمرة منذ فجر الإسلام. إن هذا المتطرف المصري توجّه بالاسم إلى رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، سائلا إياه عن العرض الذي قدمته المغنية الإنجليزية جيسّي ج، التي تكون قد تضامنت، من خلال نزع ثيابها لتظهر عارية، مع الطبقات الفقيرة بالمغرب "الذين لا يجدون ما يتغطّون به" في نهاية تدخله، شرح هاني سيد يوسف سباعي أن مصطلح "ثقافة" في حد ذاته، الذي استُعمل من قبل الجمعية المنظمة للمهرجان، قد تم تحريفه وأصبح شاذا، في حدود أن الفنانين والعروض تساهم أكثر في إفساد المشاهدين وليس في تنمية كفاءاتهم الفكرية. وللتذكير، فإن هاني سيد يوسف سباعي معروف بمواقفه المعادية للمملكة التي يقوم بشرحها خلال خطبه. في هذا الإطار، اتهم، لعدة مرات، المؤسسة المَلكية بكونها تخدم مصالح اليهود والأمريكيين، وذلك باستعمال الحرب ضد الإرهاب لكبح جماح الإسلاميين والزج بهم في السجن. إن هذا الواعظ الذي يبث الحقد، الذي يدعي أنه يعلم أن المملكة كانت دائما "مسرحا لمؤامرات تحاك ضد الدول الإسلامية"، يقيم علاقات واسعة مع الإسلاموية المغربية فتيحة حسّاني (أرملة العملياتي السابق ب"القاعدة" كريم المجاطي)، المغربي الأفغاني محمد الكربوزي (من بين مؤسسي "الجماعة الإسلامية المقاتلة بالمغرب" الناشط بلندن، مبحوث عنه)، وكذا أعضاء "الجمعية المختلطة من أجل الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين".