أكد وزير الداخلية امحند العنصر إصابة 150 عنصرا من رجال الأمن٬ إصابات بعضهم خطيرة وذلك خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأقاليم الجنوبية للمملكة. وقال العنصر في رده على أسئلة البرلمانيين أول أمس الإثنين إن عددا من المصابين نقلوا إلى العاصمة الرباط لتلقي العلاجات الضرورية، مؤكدا أن الانفصاليين أرادوا من خلال أعمال الشغب أن يعطوا انطباعا بأن ما يجري هو يدخل في سياق "الربيع الصحراوي"، مفندا هذا الاتجاه، وموضحا أن عدد الأشخاص الذين خرجوا للتظاهر محدود جدا وأنه لا يتجاوز في مدينة العيون على سبيل المثال 200 شخص من أصل 240 ألف نسمة يعيشون بالمدينة. (وهو ما يمثل بلغة الأرقام أقل من .0.001 في المائة). وأوضح العنصر أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأقاليم الجنوبية لم تكن عفوية بل مخطط لها بشكل ممنهج، وأن الغاية منها بالأساس زعزعة استقرار المغرب، واستفزاز عناصر حفظ النظام والأمن ودفعها للتدخل وتصوير واستغلال ذلك إعلاميا، موضحا أن هذا المخطط يحظى بتمويل من جهات أجنبية عن طريق (البوليساريو)، مشددا على وجود وثائق تثبت ذلك بالإضافة إلى إحداث جمعية من أجل هذا الغرض الاستفزازي. وقال العنصر إن منهجية إعداء الوحدة الترابية تنبني على استغلال زيارة جميع الفعاليات الدولية التي تقول إنها تهتم بحقوق الإنسان، بغية إظهار أن هناك عدم استقرار بالمناطق الجنوبية٬ وكذا على استخدام الأطفال والنساء لكسب التعاطف، موضحا أن هذه الاستفزازات كانت متوقعة بعد فشل مخطط خصوم الوحدة الترابية والرامي إلى توسيع مهمة بعثة (المينورسو) ليشمل حقوق الإنسان. كما أكد العنصر تجنيد الأطفال والأحداث والنساء ورمي زجاجات المولوتوف واستعمال السلاح الأبيض٬ بهدف استنزاف قوات الأمن ومحاولة ضرب ما تقوم به في نطاق القانون، والاعتماد كذلك على ذوي السوابق واستخدام سيارات رباعية الدفع بدون ترقيم كانت تجوب المدينة وترعب السكان وترهب المواطنين٬ مشيرا إلى أنه تم افتعال بعض الأمور للقول إن الأمن تدخل واستعمل القوة المفرطة، مبينا تظاهر العديد من النساء بالإغماء أو بأنهن تعرضن للعنف في تمثيلية مكشوفة، وأعطى مثالا على انفصالية أغلقت على يدها باب منزل مما أصابها بجروح وخرجت إلى الشارع، مدعية أنها تعرضت لاعتداء أمني. وأوضح العنصر أن المقاربة المعتمدة لإفشال الاستفزازات التي يتعرض لها عناصر الأمن تتمثل في تطبيق القانون واحترام التظاهر السلمي٬ فضلا عن تعبئة الجمعيات الحقوقية والمدنية الوطنية٬ مشددا على أهمية دور القوى السياسية والمدنية والإعلام لكسب معركة صون الوحدة الترابية للمملكة. إلى ذلك، كشفت مجموعة من الصور حجم الإصابات التي تعرض لها أفراد من القوة العمومية، حيث تفاوتت الإصابات بين الكسور والجروح، ومحاولة القتل، كما حدث يوم الأحد الماضي حين تعرض رجل أمن للاعتداء من قبل عصابة مدججة بالأسلحة البيضاء حيث أصيب بكسور على مستوى جمجمته مما استدعى نقله إلى المستشفى العسكري بالرباط على وجه السرعة.