حصان طروادة تحولت حركة 20 فبراير من حراك اجتماعي وسياسي ذي مطالب اجتماعية وسياسية ودستورية إلى حصان طروادة لكل الراغبين في الخروج عن القانون. تحولت حركة 20 فبراير من حركة مدنية سلمية مطالبة بتغييرات على مستوى السياسيات العامة إلى بعير يركب عليه من يحن إلى عصر التخلف زاعما أن السلف لم يترك للخلف ما يمكن أن يعمله. تحولت حركة 20 فبراير من حركة مطالب مدنية إلى حلبة يتبارز فيها حتى الذين لا يؤمنون بالديمقراطية والتي يعتبرونها كفرا وإلحادا ودعا أحد زعمائهم الذي خرج للتو من السجن إلى تصفية الحركة من الملاحدة والزنادقة ولا يعرف ما إن كانت التصفية تعني شيئا آخر غير طردهم لأن لغة هؤلاء تحمل كل أنواع التدمير المادي والمعنوي. تحولت حركة 20 فبراير من دعوة شبابية إلى إحداث التحولات في المغرب إلى حركة يريدها البعض دعوة للفوضى وعدم احترام القانون. لقد كانت 20 فبراير أملا للبعض فتحولت إلى كابوس. فمن الدعوة إلى إسقاط الفساد ومحاكمة المفسدين وتغيير الدستور تحول البعض إلى المطالبة بالتخريب التام لمؤسسات الدولة وحتى التي تحمل أبعادا رمزية وسيادية. من المطالبة بإطلاق المعتقلين السياسيين وقد تم إطلاق سراح البعض منهم إلى الدعوة إلى إطلاق كافة المعتقلين بدون قيد أو شرط حتى أولئك الذين ارتكبوا جرائم إرهابية في حق الوطن والمواطنين. لم تعد حركة 20 فبراير حركة عذراء لقد انتهك حرمتها عناصر السلفية الجهادية والعدل والإحسان والنهج الديمقراطي وانتهازيون كثر وراكبو المطالب الاجتماعية وذوي المصالح الخاصة ومخربون وفوضويون اعتبروها فرصتهم التي لن تتكرر مرة أخرى. ولم تعد حركة 20 فبراير الحركة التي ترفع مطالب واضحة، اتفقنا أو اختلفنا معها، ولكن تحولت إلى حركة ذات مطالب غامضة وملتبسة إن لم يتم التعامل معها بيقظة فقد تسقط البلد، لا قدر الله، في متاهات لا أول ولا آخر لها. ولم تعد حركة 20 فبراير حركة سلمية بعد أن تحولت إلى حركة تعرقل السير العام لحركة المجتمع والسير العام للمؤسسات العمومية وقد أصيب 170 من القوات العمومية أثناء محاولة تحرير السكة بخريبكة. لقد تسببت حركة 20 فبراير في خسائر كثيرة منها المادي ومنها المعنوي وفتحت الباب على مصراعيه أمام خرق القانون وفتحت الباب أمام مطالب لا يمكن تلبيتها حتى من طرف الدول الأكثر تقدما. الآن أصبح لزاما على حركة 20 فبراير أن تتميز بشعاراتها وتتبرأ من كل الشعارات التي لا تنتمي إليها كما تبرأت في بعض المدن من شعارات العدل والإحسان غير المتفق عليها، وأن تحصر الشعارات المرفوعة في المطالب التي رفعتها أولا وتطرد كل من يريد استغلالها لأغراض تدميرية وتحدد موقفها بالضبط من هؤلاء سواء كانوا تيارات راديكالية أو تيارات جهادية رفعت لواء التكفير علانية.