حيا سفير المغرب في الأممالمتحدة محمد لوليشكي٬ مساء أمس الخميس بمقر الأممالمتحدة في نيويورك٬ الشعب الفلسطيني إثر التصويت التاريخي الذي خول للفلسطينيين "حقهم الشرعي في إقامة دولة وطنية". وأكد السفير أمام وسائل الإعلام٬ مباشرة بعد التصويت الذي غير وضع فلسطين إلى دولة بصفة مراقب داخل الأممالمتحدة٬ أنه "يوم عظيم في تاريخ ومسار الفلسطينيين للحصول على حقهم الشرعي في إقامة دولتهم الوطنية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف". وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 138 صوتا لصالح مشروع القرار الذي يرقى بوضع فلسطين من "كيان" إلى "دولة بصفة مراقب" غير عضو بالأممالمتحدة٬ في حين صوتت تسع دول ضد القرار٬ من بينها الولاياتالمتحدة وكندا وإسرائيل٬ وامتنعت 41 دولة عن التصويت. وأضاف الدبلوماسي المغربي أن هذا النصر يأتي لتعزيز ما تحقق قبل أشهر داخل منظمة اليونيسكو ويشكل "نفس أوكسجين" لمجموع الشعب الفلسطيني الذي عانى من ويلات العدوان الإسرائيلي على غزة. ويعتبر لوليشكي أن هذا التصويت التاريخي يمثل بالتأكيد "نصرا وخطوة هامة٬ إلا أنه لا يعني نهاية المطاف"٬ معربا عن أمله في أن "يحقق الشعب الفلسطيني قريبا جدا تطلعه المشروع لقبوله في الأممالمتحدة كدولة كاملة العضوية لديها جميع الحقوق والواجبات المترتبة عن هذه الصفة". وذكر أنه بالرغم من كون القضية الفلسطينية في صلب أزمة الشرق الأوسط٬ إلا أن ذلك لا ينبغي أن "ينسينا أن أراض عربية أخرى لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي"٬ حسب السفير الذي اعتبر أن هذا النصر الفلسطيني "يجب أن يحث بعضنا البعض على استئناف التفاوض والمضي قدما نحو السلام العادل والمستدام والشامل الذي دعا له باستمرار المجتمع الدولي" وأنه فقط بتوقف "الاستيطان" ستجتمع الظروف المثلى من أجل حل دائم لهذه الأزمة. وقال إن المغرب في تعبئة دائمة من أجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني كشرط أساسي لإرساء سلام عادل وشامل ودائم بالشرق الأوسط٬ مضيفا أن المملكة عملت دائما من أجل الحوار والتفاوض وطالبت بانتظام بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية كشرط مسبق لأي تسوية نهائية. وباعتماد هذا القرار الآن٬ "آن الأوان كي ينكب المجتمع الدولي على المهمة الأساسية والملحة والعاجلة المتمثلة في النهوض برؤية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب"٬ حسب لوليشكي. وخلص السفير إلى أن الوقت "يضغط ولا بد من جهود صادقة وإرادية ومدعمة من المجتمع الدولي من أجل استئناف المفاوضات ووقف الاستيطان وتغليب العقل قبل أن تجعل الأعمال الأحادية الجانب والأمر الواقع هذه الرؤية متقادمة".