أرسل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مجموعة من الأسلحة التي حصل عليها بعد سقوط نظام معمر القذافي إلى مالي، وتوقعت تقارير أمنية غربية أن يوظف تنظيم القاعدة مجندين من عناصر البوليساريو الذين انظموا إلى التنظيم في استخدام هذه الأسلحة في شمال شرق مالي لدعم إسلاميي حركة التوحيد والجهاد ويتعلق الأمر وفق نفس التقارير بمرتزقة كانوا يقاتلون إلى جانب القذافي قبل أن يلتحقوا بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد انهيار نظام القذافي. ويؤكد هذا الوضع ما كان قد صرح به أحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المختار بلمختار وهو من أصل جزائري بكون أن التنظيم حصل على أسلحة ليبية خلال النزاع الذي انتهى بسقوط معمر القذافي، وقال المختار بلمختار "تنظيم القاعدة عموما من أكبر المستفيدين من ثورات العالم العربي وما هو أكده مركز الدراسات الدولية لمكافحة الإرهاب٬ التابع لمعهد بوتوماك في واشنطن٬ انضمام العشرات من عناصر "البوليساريو" إلى "الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا" في شمال مالي". ومن جهته، اعتبر الجنرال كارتر هام قائد القوات الأمريكية المسلحة في إفريقيا، أفريكوم، أن عديد النواة القتالية للمقاتلين الإسلاميين الذين يحتلون شمال مالي يقدر بما بين "800 الى 1200 رجل". وكانت فرنسا قد نفت عزمها التدخل مع دول أوروبية أخرى عسكريا في شمالي مالي لتحريره من قبضة الحركات الإسلامية المتشددة. وقال وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريون إنه لا وجود لخطة لنشر قوات عسكرية أوروبية وفرنسية شمال مالي، ولا لشن عمليات جوية لدعم القوات الدولية التي وافقت مجموعة غرب إفريقيا الاقتصادية على نشرها شمال البلاد. وكانت مالي قد اتهمت في وقت سابق "البوليساريو" ب"استخدام ترابها في عمليات الاختطاف والاتجار في المخدرات وتشتبه في تواطؤ صحراويين مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". مؤكدة توفرها أيضا على الدليل بشأن تورط عناصر "البوليساريو" في تهريب المخدرات على المستوى الإقليمي". هذا وقد أكدت تقارير أمنية أن إعداد أي هجوم بدعم أجنبي لاستعادة السيطرة على شمال مالي من أيدي إسلاميين مرتبطين بالقاعدة سيستغرق ستة أشهر على الأقل وهو تأخير يتناقض مع توقعات الكثيرين في مالي.