لماذا يصر بوشتى الشارف، أحد معتقلي خلية تهجير المغاربة للعراق المسلم من سوريا إلى المغرب، على الهروب إلى الأمام ورفض الاستماع له من طرف الضابطة القضائية وكذلك إجراء خبرة طبية لمعرفة مدى صحة الإدعاءات التي نشرها على موقع يوتيوب الاجتماعي والتي يقول فيها إنه تعرض للتعذيب عن طريق وضع قنينة في دبره وأنه فقد فحولته؟ لماذا كل هذا الإصرار والمغرب يعيش أجواء عامة بإمكانه أن يستفيد منها ولا أحد بمستطاعه تزوير الخبرة الطبية ويبقى له الحق في طلب خبرة مضادة؟ هل يخشى بوشتى الشارف من أن يكشف الطبيب على عورته والأطباء يكشفون يوميا عن عورات الناس ويحكي لهم المرضى أسرارهم الخطيرة لكن قسم أبو قراط يحرم عليهم الكشف عنها لأي شخص كان حتى لو كان من أقرب المقربين؟ إن ما غاب عن بوشتى الشارف الذي خجل من كشف عورته أمام الطبيب هو أنه كشفها عن طريق المواقع الاجتماعية والجرائد الالكترونية والورقية للجميع، والاغتصاب عن طريق القنينة سهل الاكتشاف ولا تنمحي ندوبه إلا بمرور وقت طويل بما يعني أن الشارف لو خضع للكشف الطبي لتبين فعلا صحة مزاعمه لكن ما دام يرفض يبقى هناك لغز محير قد تكشف عنه الأيام. إن رفض بوشتى الشارف الكشف عن عورته يحتمل إحدى فرضيتين، أولاهما أن الرجل خجول والثانية أن ما قاله ليس صحيحا، فالفرضية الأولى نقضها هو بنفسه لما سجل عدة فيديوهات يتحدث فيها عن تعرضه للإجلاس على القنينة وأنه فقد فحولته ونادرا ما نجد مغربيا يتحدث بمثل هذه الصراحة وبالتالي فإن الرجل أكثر من جريء ومن تحدث عن أعضائه لا يمكن أن يخفيها على الطبيب، وتبقى الفرضية الثانية الأقرب للمعقول والصواب. إن رفض بوشتى الشارف لإجراء الخبرة الطبية جاء خوفا من أن ينفضح لأنه تمكن عبر وسائل الإعلام وخصوصا عبر الأنترنيت من تعبئة الرأي العام مع قضيته حتى رأينا أشرطة لواحدة تبدو في حالة غير طبيعية وهي تدافع عنه وبالتالي إن صدور الحقيقة قد يكون صادما لكل من تعاطف معه وحسب بيان الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط "إن ما يدعيه السجين الشارف لا ينبني على أساس ويدخل ضمن استراتيجية معينة للتأثير على سير الإجراءات القضائية المباشرة في حقه". وكان بيان للوكيل العام للملك ذكر أن النيابة العامة بادرت إلى تكليف الضابطة القضائية بسلا للاستماع إلى الشارف لشرح ظروف التعذيب التي سردها عبر موقع يوتيوب، واضاف البيان أن السجين المذكور أصر على الامتناع ورفض خضوعه لخبرة طبية. يذكر أن أحد معتقلي السلفية الجهادية سبق أن فجر قنبلة في وجه رفيقه بوشتى الشارف، ونفى المعتقل المذكور، في رسالة للنهار المغربية كل ما جاء في الشريط الذي تم تصويره ونشره على موقع يوتيوب الاجتماعي وقال إن ما حكاه الشارف مجرد قصة حيث كان شاهدا على مجموعة من تفاصيل حياته في المغرب وفي سوريا وحتى لحظة تسليمه من قبل الأمن السوري إلى نظيره المغربي.