سبق ل"النهار المغربية" أن تحدثت عن فرار عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بعد أن حاصره محتجون مغاربة ببرشلونة، وانبرى بعض "الطبالجية" لتكذيب الموضوع نيابة عن بنكيران وحزب العدالة والتنمية، ورفعا لأي لبس أو زعم بكوننا نناوئ بنكيران دون حجج، نؤكد مرة أخرى أننا نتوفر على شريط يصور كيف قام الأمن الإسباني بتخليص بنكيران من أيدي المغاربة الذين حاصروه. ووجه المواطنون المغاربة بالخارج نقدا لاذعا لحكومة بنكيران واعتبروها حكومة فاشلة تروج للوهم، ووصفوا وزراء العدالة والتنمية بنعوت قدحية، وكادت الأمور أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه بعد أن اشتد الاحتجاج ضد بنكيران، ولولا تدخل الأمن الإسباني لوقعت الكارثة حيث اضطروا إلى تهريب بنكيران من إحدى بوابات مكان اللقاء. ويظهر الشريط بنكيران وهو يحاول أن يأخذ الكلمة لكن دون جدوى لأن المحتجين كانوا في حاجة إلى إجابات لا يتوفر عليها رئيس الحكومة. وقد اضطر الأمن الإسباني لتهريب الزعيم الإسلامي، خوفا على سلامته البدنية، ويظهر الشريط بعض المحتجين في حالة هيجان. ووضحت عملية الفرار لبنكيران ومن معه ومن يواليه أنه ليس كل الشعب يحب الزعيم الملتحي كما زعم في كلمته بمناسبة فاتح ماي التي أعلن فيها عن برنامجه الاجتماعي المتمثل في "النوضة الكبيرة للصحافة"، وأن هناك شعبا آخر له رؤية أخرى وموقفا آخر بعيدا عن مفاهيم الحب والكراهية، شعب يريد برنامجا ومشروعا ولا يريد كلاما، شعب يريد حكومة فاعلة لا منفعلة، شعب يريد منجزات حية وملموسة لا كلاما تذروه رياح الزمن. مواجهة بنكيران في برشلونة أكدت أن هناك شعبا آخر يختلف مع العدالة والتنمية ومع بنكيران، فهناك من يحييه ويدعو له بالتوفيق وهناك من يعبر عن تذمره من الطريقة التي يدير بها الشأن العام.