شكل اللقاء الذي جرى بين الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري، مادة دسمة للمحللين السياسيين عبر العالم. وذلك بالنظر لأهميته الكبرى بعد قطيعة غير معلنة دامت حوالي 16 سنة، وكانت وزارة الخارجية الجزائرية قد أعلنت أن وزير الخارجية مراد مدلسي التقى نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري في الرباط، واتفقا على ضرورة عقد اجتماع "عاجل" لمجلس وزراء اتحاد المغرب العربي. وقال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني، إن الوفدين الجزائري والمغربي اعتبرا أن "اجتماع مجلس وزراء اتحاد المغرب العربي أصبح أمرا عاجلا لتقييم الوضع في المنطقة وأفق التعاون المغاربي". وجرى لقاء الوفدين على هامش منتدى التعاون التركي العربي الذي جرى أول أمس في الرباط بمشاركة وزراء خارجية دول الجامعة العربية. ويذكر أن اتحاد المغرب العربي تأسس في سنة 1989 بمراكش ويضم بالإضافة إلى المغرب والجزائر موريتانيا وليبيا وتونس. ويأتي اللقاء الجزائري المغربي بعد أسبوع من خطاب الملك محمد السادس في الذكرى السادسة والثلاثون للمسيرة الخضراء، والذي قال فيه إن "المغرب يؤكد استعداده، سواء على الصعيد الثنائي، وخاصة مع الجزائر الشقيقة، في إطار الدينامية البناءة الحالية، أو على المستوى الجهوي، للتجسيد الجماعي لتطلعات الأجيال الحاضرة والصاعدة، إلى انبثاق نظام مغاربي جديد يتجاوز الانغلاق والخلافات العقيمة، ليفسح المجال للحوار والتشاور، والتكامل والتضامن والتنمية. نظام مغاربي جديد يشكل بدوله الخمس محركا حقيقيا للوحدة العربية، وفاعلا رئيسيا في التعاون الأورو- متوسطي وفي الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء، والاندماج الإفريقي". وتجذر الإشارة إلى أن الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ سنة 1994 بعد الحدث الإرهابي الذي مس فندق أطلس أسني بمراكش، والذي تورطت فيه عناصر جزائرية. وكان لخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الجزائري الأسبق، قد عبر في وقت سابق عن تأييده لإعادة فتح الحدود الجزائرية المغربية وانتقد غلق الحدود ودعا إلى فتحها وتدارك العلاقات الثنائية. وقال الإبراهيمي إن استمرار غلق الحدود بين الجزائر والمغرب خسارة كبيرة للبلدين، ودعا إلى فتحها، وقال "أملنا أن يتدارك حكامنا الأمر، لأن المغرب العربي هو المغرب والجزائر".