دفع سباق التسلح بين المغرب والجزائر، الجارة الشرقية إلى تسخير كل مواردها المالية إلى اقتناء نصف واردات إفريقيا من الأسلحة بدل تسخير مداخيل تصدير البترول والغاز لمشاريع التنمية في البلاد، الشيء الذي حول النظام الجزائري، حسب تقرير دولي حديث، إلى خامس مستورد للأسلحة في العالم. أرقام آخر تقرير لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي جاءت لتؤكد أن الجزائر استوردت في الفترة ما بين عامي 2012 و2016، ما قيمته 6 مليار دولار من الأسلحة. وحسب هذا المعهد المتخصص في سوق السلاح العالمي، فإن الجزائر استوردت ما قيمته 46% من مجمل الصادرات الإفريقية في الخمس سنوات الماضية، أي حوالي 6 مليارات دولار، محتلة بذلك المركز الخامس عالميا. كما حافظت موازنة الدفاع في الجزائر على مستواها خلال السنوات الأخيرة وقدرت ب 11 مليار دولار خلال 2017، حيث لم تتأثر بتراجع موارد البلاد النفطية إلى النصف منذ ثلاث سنوات. واحتل الجيش الجزائري المركز الثاني إفريقيا (بعد الجيش المصري) في ترتيب أقوى جيوش العالم في سنة 2016، وفقا لموقع "Global Fire Power" المختص بالدراسات العسكرية والاستراتيجية، بينما جاء في المركز 26 عالميا. وبلغت قيمة مشتريات السلاح في الجزائر في 2011، أكثر من أربع مليارات دولار، وفق معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي. وأرجع الخبراء الجزائريون سر استيراد الجزائر لقرابة نصف قيمة الأسلحة التي استوردتها كل الدول الإفريقية خلال السنوات الخمسة الأخيرة، إلى رغبة الجيش الجزائري في تحديث قواته البرية والجوية والبحرية، واضطراب الأوضاع الأمنية في البلدان المجاورة وبالأخص في مالي وليبيا والنيجر، ناهيك عن تواصل حربه على الإرهاب في المناطق الجبلية الوعرة في الشمال وضد جماعات التهريب والإرهاب المتخفية وراء الحدود.