قررت الحكومة الموريتانية، أمس الخميس، التراجع عن قرارها إغلاق بعض المدارس القرآنية بمحافظتي الحوض الشرقي والغربي شرقي البلاد، دون تقديم تبريرات رسمية. وقالت مصادر محلية، في تصريحات للأناضول، إن "السلطات المحلية أبلغت مسؤولي المدارس، بإمكانية استئناف نشاطها بعد حوالي شهرين من الإغلاق".
وكانت السلطات الموريتانية، قد أغلقت قبل نحو شهرين عشرات المدارس الدينية، بدعوى "عدم امتلاكها تصاريخ عمل".
وأثار قرار الحكومة موجة من الرفض الشعبي في البلاد، وانتقدته شخصيات علمية وسياسية، معتبرة إياه "مساسًا بمقدسات الشعب الموريتاني".
وكان العلامة الموريتاني، محمد الحسن ولد الددو، قد انتقد بشدة، في محاضرة له، إغلاق السلطات لبعض المدارس القرآنية، معتبرًا أن الأمر يشكل "استهدافًا للموريتانيين في هويتهم وعقيدتهم".
وأكد، ولد الددو، أن تلك المدارس ظلت "عنوان العز ورمز الهوية الإسلامية بالبلاد"، وأن "منهجها يقوم على تدريس العلم الشرعي الصحيح، وتربية الناس على الخير والاعتدال بالحكمة والموعظة".
بدوره قال رئيس الحكومة الموريتاني، يحي ولد حدمين، أن "القرار يدخل في اطار بدء وضع حكومته لتشريعات قانونية جديدة لتنظيم المدارس القرآنية بالبلاد".
وأضاف ولد حدمين، أثناء عرضه السياسة العامة للحكومة لعام 2016، بداية يناير/كانون ثاني الجاري، أن "هذه التشريعات تتضمن إنشاء مدارس قرآنية نموذجية بدلًا من النظام التقليدي المعتمد في هذه المدارس"، مشيرًا أن "مشروع عصرنة المدارس القرآنية، سيتم تمويله من قبل البنك الإسلامي للتنمية".
ولفت أن حكومته "ستقوم بفتح حوالي 16 مدرسة للعام الحالي".