تضاربت مشاعر النشطاء الإسبان الذين كانوا على متن أسطول الحرية ووصلوا منذ فجر أمس إلى اسطنبول ويتواجدون حتى الآن في حالة من "الصدمة" بين سعادة تجاوز كابوس الاحتجاز الإسرائيلي، والحزن بسبب مقتل رفاقهم التسعة والذين شاركوا اليوم في مراسم تأبينهم، قبل توجههم بعد ذلك إلى برشلونة التي من المرتقب أن يصلوها غدا. وأفادت لاورا اراو، وهي صحفية وناشطة من منظمة "هايدي سانتاماريا للثقافة والسلام والتضامن" غير الحكومية "انني بحالة جيدة، لكن لدي مزيج من المشاعر المتضاربة"، وهي نفس حال زميليها مانويل تابيال وصحفي شبكة تيليسور الاخبارية دابيد سيجارا. وأثناء وصف ما حدث، أكد المتعاونون الإسبان "فظاعة الهجوم"، حيث هبط مئات الجنود المدججين بالسلاح، وبدأوا في إطلاق النار على الرؤوس مباشرة"، وأضافوا بالقول إنه " بعد أن قاموا بتغطية وجوهنا (الجنود الإسرائيليون)، بدأوا في سلبنا من كل ما التقطناه من صور وتسجيلات". أما عن ظروف الاعتقال، فيقولون أنها كانت لا تقل مرارة، فقد تم حبسهم ستة أيام قدموا لهم خلالها وجبة واحدة. وأجريت مراسم التأبين في مسجد الفاتح الضخم وشارك فيها آلاف الأشخاص الذين انتهزوا هذه المناسبة لتأكيد إدانتهم لعنف إسرائيل. وفي ردود الفعل الرسمية، طالبت وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون اليوم بفتح تحقيق "فوري وشامل ومحايد وشفاف" من أجل الكشف عن ملابسات الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان متوجها إلى قطاع غزة. وأدلت تشاكون بتلك التصريحات لدى افتتاحها ندوة حول سبل تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وشددت الوزيرة على ضرورة فتح تحقيق بشكل فوري من أجل توضيح الحقائق وتحمل المسئوليات عن الهجوم وفقا للقانون الدولي.