كان الهدف الأول الذي سطره لنفسه فولفسبورغ، الفائز بمسابقة كأس ألمانيا، ووصيف الدوري الموسم الماضي، أن يصبح الجدار، الذي يمنع بايرن ميونيخ من الهيمنة على البطولات في ألمانيا. لكن الحلم تبخر في الموسم الحالي وبدا وهما. كان هناك إجماع داخل أوساط الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) أن فريق فولفسبورغ، الفائز ببطولة كأس ألمانيا ووصيف بطل الدوري الموسم الماضي سيتحول إلى مصدر تهديد حقيقي لبايرن ميونيخ، الإمبراطور المكتسح. وكان هذا أيضا هدف القائمين على فولفسبورغ، النادي المملوك من شركة فولكسفاغن للسيارات، التي كانت تبحث أيضا عن الاستثمار والشهرة الكروية قبل أن تعصف بها فضيحة التلاعب بمحركات الديزل. لكن أمس الجمعة (30 أكتوبر 2015)، وقبيل انطلاق منافسات المرحلة الحادية عشرة من الدوري الألماني تظهر قائمة الترتيب العام أن فولفسبورغ، صاحب المركز الرابع، يبتعد عن بايرن المتصدر ب12 نقطة بالتمام والكمال. وليس هذا فقط بل إن فولفسبورغ، الملقب بفريق الذئاب، انهزم في مباراتين اثنتين أمام الفريق البافاري منذ انطلاق الدوري. ففي آخر لقاء جمع بينهما بلغت النتيجة ثلاثة أهداف بافارية مقابل هدف واحد يتيم في منافسات مسابقة الكأس، جردت فولفسبورغ من اللقب وأبعدته عن المسابقة. تألق رجالات غوارديولا هنا لا تهم النتيجة، التي تبدو منطقية أمام تألق رجالات غوارديولا وعلى رأسهم دوغلاس كوستا وكينغسلي كومان وتوماس مولر، بقدر ما يلفت الانتباه الاستسلام الغريب، الذي ظهر على الذئاب على أرضهم، وأخرج المدير الفني ديتر هيكينغ عن صوابه، ليوبخ عناصر الفريق متسائلا: "أين إصرار العام الماضي؟" ما يعنيه هيكينغ هو الإصرار الذي كان المفتاح لاكتساح النادي البافاري (4-1) في المرحلة الثامنة عشرة من الموسم الماضي، وحين فاز لاعبوه على بايرن بركلات الترجيح في كأس السوبر عشية انطلاق الموسم الحالي بعد تعادلهما بهدف لكل منهما. لا شيء من ذلك صمد في هذا الموسم، بل بالعكس، بدت عقدة ليفاندوفسكي مسيطرة على أذهان الذئاب، والحديث هنا عن الخماسية الرهيبة التي دك بها المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي شباك فولفسبورغ في تسع دقائق مجنونة ضمن منافسات المرحلة السادسة من الدوري. في المؤتمر الصحفي الذي عقده المدير الفني لفولفسبورغ قبيل ساعات من انطلاق منافسات المرحلة الحادية عشرة، ظهر هيكينغ مقتنعا بأن الأمر قضي بالنسبة لمسابقة الكأس، ويجب الآن التركيز على الدوري "للبقاء ضمن صفوف الكبار"، حسب قوله. لكن المرحلة الحادية عشرة ستجلب معها امتحانا، كان هيكينغ يود لو تجنبه حاليا. فالأمر يتعلق بباير ليفركوزن صاحب المركز السادس. كان فولفسبورغ هو الفريق الوحيد الذي فاز على ليفركوزن واستنادا إلى مستوى الفريق في مباراة الثلاثاء الماضي، فيمكن القول إن مهمة المدرب هيكينغ يجب أن تبدأ بإذكاء روح الحماسة لدى اللاعبين. وهو ما ألمح إليه المدرب بنفسه، حين صرح أنه لن يتطرق أثناء استعداده للقاء ليفركوزن إلى قدرات المنافس، وإنما سيركز على "وضعية اللاعبين وأخطاءهم"، مضيفا: "فقط إذا لعبنا جيدا فإننا سنضع الخصم أمام تحدٍ كبير. " كان فولفسبورغ هو الفريق الوحيد الذي فاز على ليفركوزن صاحب الدفاع القوي مرتين في النسخة الماضية من البوندسليغا. كما أن آخر مواجهة بينهما، والتي تميزت بحماسة شديدة، حسمها فولفسبورغ خارج ملعبه 5-4 بهدف في الوقت القاتل للمهاجم الهولندي باس دوست. كان لماكس كروز الفضل في انتزاع فولفسبورغ نقاط المباراة كاملة والجدير بالذكر أن النادي الأبيض والأخضر سيفتقد في لقاء ليفركوزن (السبت 31 أكتوبر) لخدمات مهاجمه ماكس كروز، الذي سيبتعد أيضا عن لقاء أيندهوفن الهولندي الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال، بعد أن تعرض ابن السابعة والعشرين لتمزق عضلي في فخذه. وهي ضربة موجعة بالنسبة للفريق نظرا لأهمية اللاعب على صناعة الفارق، رغم تراجع مستواه بشكل كبير في الآونة الأخيرة بفعل الإصابة. الأمر الذي دفع بمدرب المانشافت يوآخيم لوف إلى استبعاده من صفوف المنتخب الألماني. وكان لماكس كروز الفضل في انتزاع فولفسبورغ نقاط المباراة كاملة أما الفريق الواعد، دارمشتات، ضمن منافسات المرحلة العاشرة. حيث سجل كروز هدف الفوز والمباراة الوحيد.