حكاية صابر التوني فريدة من نوعها. هذا المصري البسيط صاحب شركة فنية للتبريد والتكييف، أصبحت شهرته بين عشية وضحاها تطبق كل أرجاء البلاد وحتى خارجها حيث يسبق اسمه نتائج البحث على غوغل قبل محرك البحث نفسه. التوني يحكي لفرانس 24 كيف حولت هذه "المعجزة" حياته. أصبح صابر التوني بين عشية وضحاها نجما إعلاميا، تتهافت عليه وسائل الإعلام المحلية والدولية لإجراء حوارات معه. القناة البريطانية "بي بي سي" خصصت له مؤخرا مقالا على موقعها على الإنترنت.هاتفه لا يتوقف عن الرنين ليل نهار. "أرد على الهاتف دائما بلطف"، يؤكد التوني لفرانس24. لم يحقق هذا التاجر المصري البسيط نجاحات تجعل اسمه يغزو سماء الإنترنت. التوني، صاحب الخمسين عاما، يدير محلا للتبريد والتكييف في العاصمة المصرية القاهرة. وقبل أشهر "الحركة التجارية بمحله لم تكن في أعلى مستوياتها"، يقول التوني. اسم التوني الأول على غوغل اسم صابر التوني اكتسح محرك البحث غوغل في وقت لم يكن هو شخصيا يعلم بذلك. ففي كل مرة كان يرقن فيها كلمة غوغل على الإنترنت باللغتين العربية أو الإنكليزية في مصر كان اسم صابر التوني وشركته "الشركة الفنية للتبريد والتكييف" يتصدر نتائج البحث قبل الصفحة الرسمية للعملاق الأمريكي غوغل نفسه. لقد حقق هذا الشخص المستحيل و"هزم" غوغل على أرضه بلغة الرياضيين، وفشلت فرق غوغل رغم قوتها الرقمية والتكنولوجية في حفظ مفتاح اسمها على الإنترنت، وقال إياد نور، وهو أحد المختصين المصريين في التسويق على الإنترنت، وكان وراء اكتشاف الظاهرة أن مشكلا علميا على محرك البحث أدى إلى هذه النتيجة. في الوقت نفسه يؤكد صابر التوني أنه لم يقم بأي شيء حتى يحتل اسمه هذا الموقع على محرك البحث العالمي بل ولم يسع لذلك يوما. شعبية صفحته على غوغل لكن التوني لا يخفي أنه أنشأ صفحة على "غوغل+" للدعاية لشركته علما أن "غوغل + " ليس موقعا اجتماعيا فعالا في مصر كما يشرح إياد نور. لكن الغريب أن صفحته كذلك استقطبت عددا مهولا من الزيارات، حيث بلغت حوالي 6 مليون زيارة. الصفحة لا تتوفر على منشورات، التي تصنع عادة إشعاع صفحات على الإنترنت وشعبيتها الكبيرة، وكل ما يعرض عليها منتجات يبيعها في محله للتبريد والتكييف. فرانس 24 اتصلت بشركة غوغل لإعطاء تفسير لنجاح صفحة صابر التوني لكن دون جدوى. ويبدو أن صابر التوني استعاد صورته الحقيقية، وإن كانت تداعيات شهرته لا تزال متواصلة، ولم يعد يظهر على رأس نتائج البحث على محرك البحث غوغل، ما يعني أن الشركة قامت بتصحيح ما حصل. وقال التوني لفرانس 24 إن "شركة غوغل اتصلت به مرتين، ولم يكن له الوقت للرد على الهاتف، كان لديه الكثير من الزبائن". التوني أصبح تاجرا سعيدا: ونجاحه غير المتوقع أنقذ تجارته من الإفلاس.