يختتم المخرج الفرنسي لوك جاكيه -الذي سحر العالم بفيلمه الوثائقي (مارش اوف ذا بنجوينز) وفاز به بالاوسكار عام 2005- مهرجان كان بنبرة كئيبة إذ يشارك بفيلم عن ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض يقول مضمونه إن المرء يجب ألا يقلق على طائر البطريق وحده... ولا تتضمن المسابقة الرسمية للسعفة الذهبية التي اعلنت ليل الأحد فيلمه الجديد (لا جلاس ايه لا سيال) أو (الجليد والسماء) وسيعرض في وقت لاحق. والفيلم صورة فنية نابضة بالحياة عن عالم الاصقاع الجليدية الفرنسي الثمانيني كلود لوريوس الذي قام بأكثر من عشرين رحلة استكشافية للقطبين منذ كان عمره 23 عاما معظمها الى القارة القطبية الجنوبية. واستعان المخرج بلقطات ارشيفية كثيرة وظهر لوريوس في باكورة رحلاته الاستكشافية إلى منطقة قاعدة شركو الفرنسية في القارة القطبية الجنوبية والمخاطر التي تكبدها في العمل وسط درجات حرارة متجمدة هوت احيانا إلى ما دون 90 درجة مئوية تحت الصفر. وظهر لوريوس وزملاؤه بعد ان نجوا مرتين متتالتين من حطام طائرتي نقل امريكيتين سقطتا أثناء محاولة الاقلاع من القارة القطبية الجنوبية لكن لم يصب احد بسوء لحسن الحظ. ويعرض الفيلم أيضا لقطات كاشفة مثيرة للاعصاب تبدأ بما يبدو انها مساحة كبيرة من الجليد القطبي لكن فجأة يبدأ الجليد في الذوبان والانهيار لتندفع المياه الهادرة في النهاية من اسفل قمة الجبل الجليدي. وتقول الرسالة التي يحملها الفيلم ان كوكب الارض تزداد درجة حرارته بمعدل أسرع من مئات الألفيات السابقة. يستند تأكيد لوريوس إلى تحليله لعينات حصل عليها بعد ان حفر في الجليد لعمق آلاف الاقدام تحت قمة جبل الجليد القطبي يرجع بعضها الى 800 ألف عام مضت. وبناء على نظائر الهيدروجين في العينات يقول لوريوس انه استطاع ان يحدد درجات الحرارة المحيطة بالوسط عند بدء مرحلة تكون الجليد.