هذا أول منظر لبحيرة ويلانز تحت القطب الجنوبي، كما تُشاهد عبر ثقوب الحفر على يد فريق مشروع "ويسارد" للحفر تحت الجليد. المحواشنطنالمحررة في موقع آي آي بي ديجيتالال- وجد فريق علمي من خلال الحفر عبر الجليد في القارة القطبية الجنوبية شبكة بحيرات تحت الطبقة الجليدية، واستعادوا عينات منها يعتقدون أنها تحتوي على بكتيريا، وهذا الاكتشاف قد يفتح أبوابًا جديدة في فهم قدرة الحياة على الصمود والبقاء. جمع مشروع ويلانز للحفر تحت الجليد وأبحاث التنقيب للوصول إلى الأنهار الجليدية تحت الطبقة الجليدية (WISSARD) سوية خبراء من مختلف الاختصاصات لدراسة الأنهار والبحيرات العميقة تحت الطبقة الجليدية الهائلة للقارة القطبية الجنوبية. وقد كشفت في السنوات الأخيرة أجهزة رادار الأقمار الصناعية، وغيرها من التكنولوجيات المتقدمة المستخدمة في نظام رسم الخرائط وجود شبكة من البحيرات تحت الطبقة الجليدية. وإن تفاوتت أحجام هذه البحيرات، إلا أن قياس حجم أكبرها بلغ حوالي 19 ألف كلم متر مربع، لتقارن بذلك مع مساحة بحيرة أونتاريو في نظام البحيرات العظمى في أميركا الشمالية. واستنادًا إلى بيان صادر عن المؤسسة القومية الأميركية للعلوم، التي تمول هذا المشروع، فإن الحفر الناجح واستعادة عينات من هذا النظام البيئي المعزول "يشير إلى قيام حقبة جديدة في حقل العلوم القطبية، ويفتح نافذة أمام علوم مستقبلية متعددة الاختصاصات في أحد آخر الحدود غير المستكشفة من كوكب الأرض". وعلى الرغم من أنه لا تزال هناك حاجة لإجراء اختبارات موسعة، يعتقد الباحثون أن العينات المستعادة من البحيرات تحتوي على أنواع من الحياة المجهرية تمكنت من التطور والعيش في عالم غريب تمامًا عن الحياة على سطح كوكب الأرض. وتعلّم المزيد عن أشكال الحياة التي تعيش من دون ضوء أو مغذيات كتلك التي نعرفها على الأرض، قد يُفضي إلى المزيد من الفهم لكيفية البقاء في الأنظمة البيئية التي تتسم ببيئة قاسية للغاية، وربما في عوالم جليدية في أماكن أخرى في نظامنا الشمسي. وتأتي هذه الحملة كنتيجة لعملية تخطيط دام عشرات السنين، شارك فيه علماء من ثماني مؤسسات أميركية وأربع مؤسسات دولية. وكان العلماء والمهندسون في فريق مشروع ويلانز قد قاموا بالحفر تحت الجليد إلى عمق 800 متر عبر النهر الجليدي في القارة القطبية الجنوبية للمرة الأولى، واستعادوا عينات من المياه والمواد المترسبة. ويتوقع الفريق بأنه هذه العينات لم يكن لها أي اتصال مع الغلاف الجوي منذ آلاف السنين. كما جمعت حملة "ويسارد" أيضًا عمليات مسح بالفيديو لقاع البحيرة وبيانات حول الخصائص الكيميائية للمياه والمواد المترسبة، والتي سوف توفر معلومات خاصة بهذا العالم غير المكتشف سابقًا. وسيقوم العلماء بتحليل البيانات على أمل فهم المزيد حول الحياة الجرثومية القائمة تحت الطبقة الجليدية، وتاريخ المناخ، وتطورات الطبقة الجليدية المعاصرة. وحتى في الوقت نفسه الذي يتوق فيه العلماء في مشروع الحفر تحت الجليد "ويسارد" للتعلم حول الحياة تحت الطبقة الجليدية، فإنهم يعملون بحذر شديد من أجل حماية النظام البيئي هناك ومنع إدخال أي ملوثات إليه من السطح. وقد تم تصميم وتطوير آلة الحفر التي تستخدم المياه الساخنة لاختراق النهر الجليدي خصيصًا لهذا الغرض. وقد جُهزت بمزايا خاصة لمنع التلوث وضمان استعادة عينات نظيفة. يجمع المشروع سوية أخصائيين في مجالات علوم الأرض والأحياء والكواكب. وينتمي الأعضاء الدوليون في الفريق إلى جامعة البندقية (فينيسيا) في إيطاليا، ومعهد أبحاث القطب الشمالي والقطب الجنوبي في سان بيترسبرغ في روسيا، ومرصد علم جيولوجيا البراكين والزلازل في كوستاريكا، ومركز أبحاث القطب الجنوبي في جامعة فيكتوريا في ولينغتون بنيوزيلند