الكوكب الأحمر المريخ، رابع الكواكب بعدا عن الشمس بحوالي 228 مليون كلم وهذا العروس بين الكواكب لطالما جذب اهتمام العلماء والمفكرين، وسحر الأدباء والفنانين قديما وحديثا، هو الكوكب الوحيد في المنظومة الشمسية الذي يبحث فيه العلماء وبشكل مكثف الآن أكثر من أي وقت مضى، عن الحياة، ذلك لقربه منا بما يقدره العلماء من مسافة متراوحة ما بين 56 مليون كلم و 102 مليون كلم، وذلك حسب دورانه في مداره المفلطح حول الشمس، وأيضا لتشابهه بكوكبنا الأزرق في دورانه حول محوره في مدة تعادل زمننا الأرضي، وما يحمله أيضا من جبال وفوهات بركانية، وأنهار وأخاديد وأودية جافة، وتضاريس وعواصف رملية متحركة، وجليد في قطبيه الشمالي والجنوبي
لكوكب المريخ سجل طويل في تضخم البراكين والنتوءات في المنظومة الشمسية وهذه الجبال البركانية هي الأكبر من نوعها على الإطلاق في النظام الشمسي، إذ يبلغ ارتفاع أكبر جبل فوقه : أوليمبوس، 25 كلم عن محيطه، أي ثلاث أضعاف علو جبل إيفيريست فوق كوكبنا الأزرق، أما عرضه عند القاعدة يبلغ 700 كلم بينما فوهته عند القمة يصل قطرها الى 80 كلم ومن أشهر الأودية الجافة في المنظومة الشمسية توجد فوق المريخ، حيث يصل طول : فالي مارينز، 4500 كلم، وعرضه 600 كلم، بينما يبلغ عمقه سبع كلم تحت السطح، ويفسر العلماء ظاهرة هذا الواد أنها نتاج تصدعات في القشرة المريخية، ولا علاقة لها بالأنهار السائلة وانجرافات السيول، كما ينفي بعض العلماء مزاولة البراكين المريخية لنشاطها البركاني، ويردون تاريخ هذه الأحداث الى 4 مليون سنة، فهل كانت هناك حياة فوق المريخ وانقرضت ؟ أم أن هناك حياة لم يكتشفها الانسان بعد ؟؟
منذ أن استوى الانسان على قدميه فوق سطح هذا الكوكب الأرضي، وهو مفتون بجمال هذا الكون الفسيح، مسكون بحب المعرفة، مجنون بعشق الاطلاع الى الجديد كم كان رائعا وجميلا عندما نزلتا مركبتي الفايكينغ التوأم فوق سطح المريخ، وبدأتا بإرسال صور آية في الروعة والجمال لسطح جارنا الأحمر، المكسو بطبقات من الليمونيت وسمائه ذات اللون الوردي، وصخوره الداكنة المكونة من أكسيد الحديد وأكسيد السليكون وتربته الحمراء الجافة وما تحويه من كالسيوم وتيتانيوم ومغنيسيوم وألمينيوم وبوتاسيوم وكبريت، إلا أن هذه التحاليل لتربة المريخ، وحتى العينات التي أخِذتْ من تحت صخوره لم تحمل لنا أي إشارة لوجود جزيء من الجزيئات العضوية، وهذا لم يؤثر سلبا في مسيرة البحث العلمي المتصل والمتواصل، إذ يرى العلماء أنه إذا كانت المياه سائلة تحت قطبيه الشمالي والجنوبي، سيكون حينها مكانا جيدا لوجود الكائنات الحية، ليس من الضروري أن تشبه الكائنات الحية فوق كوكبنا، لكنها تبقى حياة، وقد تكون في شكلها البدائي كالباكتيريا مثلا، وعليه تم ارسال مركبة إيكسومارس هذه السنة، للبحث عن الحياة في الكوكب الجار