أكد المشاركون في المنتدى الدولي حول الصحراء، المنظم حاليا بمدينة العيون، أن التاريخ يبرز بالملموس مغربية الصحراء.وأوضح المشاركون خلال افتتاح فعاليات هذا المنتدى، الذي ينظمه مركز الصحراء للتفكير الاستراتيجي من 31 مارس الجاري إلى 2 أبريل المقبل، تحت شعار "الصحراء بعد 40 سنة ..."، أن الوثائق التاريخية هي أدلة مادية تثبت مبايعة القبائل الصحراوية لسلاطين المغرب. وأبرز المشاركون في هذا المنتدى، الذي تشارك فيه شخصيات سياسية وخبراء في مجال حقوق الإنسان ينتمون لعدة بلدان من بينها بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية وسويسرا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والنرويج وفلسطين وباكستان، أن الرسائل التي كان يوجهها الملوك العلويون للولاة والخلفاء في الصحراء شكلت دليلا إضافيا على عمق الأواصر والوحدة التاريخية والسياسية التي كانت تربط المغرب بأجزائه الجنوبية. وبالمناسبة قالت الناشطة الحقوقية الأمريكية، نانسي هوف، "إن التاريخ يؤكد بالملموس أن الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب وحان الوقت لتمكين الصحراويين بتندوف من العودة إلى ذويهم بالأقاليم الجنوبية ووضع حد لمعاناتهم". وعبرت السيدة هوف، التي سبق لها أن قامت بزيارتين لمخيمات تندوف في إطار مهمة إنسانية، عن أسفها لما عاينته من انتهاكات جسيمة في مجال حقوق الإنسان ومن بينها الاختلاسات والمتاجرة في المساعدات الإنسانية الدولية التي تقدم لساكنة هذه المخيمات. من جهتها، أكدت الحقوقية البريطانية تانيا ويربورغ أن مصادقة الشعب المغربي على دستور سنة 2011 يؤكد أن المغرب انخرط في تجربة ديمقراطية وسوسيو-اقتصادية يحتذى بها. وأبرزت السيدة تانيا أن المرأة الصحراوية تمكنت من المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتدبير الشأن العام المحلي بفضل سن المغرب لقوانين متقدمة كالقوانين الانتخابية ومدونة الأسرة. وأشادت الحقوقية البريطانية بالمشاريع التي أطلقها المغرب بالأقاليم الجنوبية من منشآت وبنيات تحتية ومدارس ومقاولات ومنشآت صحية، مشيرة إلى أن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد ورشا اجتماعيا رائدا. من جانبه أكد رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون - السمارة السيد محمد سالم الشرقاوي، في كلمة بالمناسبة، أن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون - السمارة تضطلع بعدة مهام تشمل تتبع ومراقبة وضعية حقوق الإنسان على مستوى الجهة وتتلقى الشكايات المتعلقة بادعاءات انتهاك حقوق الإنسان. وأضاف أن اللجنة تعمل على تنفيذ برامج المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومشاريعه المتعلقة بمجال النهوض بحقوق الإنسان بتعاون مع كافة الفاعلين المعنيين على الصعيد الجهوي. واختتم السيد الشرقاوي مداخلته بتقديم عرض حول دور المجلس الوطني لحقوق الإنسان واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون - السمارة والإجراءات والآليات التي تتخذها من أجل حماية حقوق الإنسان على المستوى المحلي. يشار إلى أن المنتدى الدولي حول الصحراء سيناقش، اليوم الأربعاء، عدة محاور تشمل "الصحراء قبل سنة 1976" و"الصحراء في الوقت الراهن" و"الصحراء والآفاق"، كما سيتم تنظيم موائد مستديرة حول مواضيع تتناول "التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية" و"الحكم الذاتي من منظور القانون الدولي (المبادرة المغربية لإنهاء النزاع حول الصحراء نموذجا)".